!الجرح النازف

هل أصبح اليمن سجنا كبيرا؟ اليمن أصبح هويته أو عنوانه اللجوء والشتات. اليمني أصبح غريبا في وطنه، وسجينا أو أسيرا في بلاده؟!

هو اليمن يتعاقب عليه النكبات والمصائب والكوارث والأزمات، دون وجود سبيل للوصول إلى برّ الأمان والاستقرار. اليمن يدفع ضريبة براءته؛ فلماذا كل هذا الشرّ ضدّ اليمن؟

تخونني الكلمات والعبارات فأصمت. لا يمكن رسم ما يحدث في اليمن ووصفه هنا: الكارثة، النكبة، النكسة، معجم الأحزان والألآم اجتمع حول اليمن. عن أي تحالف عربي أوربي .. اتفق العرب والغرب على اليمن .. موقع استراتيجي، موانئ، خيرات، ثروات باطنية، ثروة شبابية بشرية.

هل أصبح اليمن سجنا كبيرا؟ اليمن أصبح هويته أو عنوانه اللجوء والشتات. اليمني أصبح غريبا في وطنه، وسجينا أو أسيرا في بلاده.

هل حللّ لهم ذبح اليمنيين؟ إن الله سينتقم لكل اليمنيين، للطفولة، للإنسان وللحيوان، إن الله يمهل ولا يهمل. والقاتل واحد في العراق وفي سوريا وليبيا واليمن.

في ظل شتات عربي وفرقة حمقاء تحكم الأشقاء، وفي ظل مصالح عربية غربية، ومصالح عربية صهيونية، في ظل صفقة القرن، اليمن يدفع ضريبة تشبثها بانتمائها العربي وهويتها الإسلامية ورفضها للتطبيع.

سيصبح اليمن ضحية هرولة التحالف وراء أمريكا وبرنامج ترمب، وسيصبح ضحية كغيرها من الدول “قطر، الكويت…” ولعلّ ترهل وتقهقر مجلس التعاون الخليجي أكبر دليل على ذلك.

سيكتب التاريخ أن هذا التحالف أقدم على جرائم ضدّ الإنسانية، وأصاب اليمن بالأوبئة والأمراض وحرمها العلاج والدواء عبر غلق المنافذ البرية والبحرية والجوية.

اليمن أصبح في مرمى سهام الجميع؛ فهل قدر أم كمين نصب لليمن ولثورة شبابها أم ماذا؟

طفولة تستغيث، وشيوخ تلهث وراء حبة دواء ونساء تستنجد، ونبحث عن فلدات أكبادها شباب إمّا مختطف أو مختفي قسريا أو معتقل في سجون لا يعلم مكانها وموضعها إلاّ الله.

طفولة مجندة للقتال، إذ وصلت اليمن إلى الهاوية ومازالوا يتشدقون عليها بحقوق الإنسان والقانون الدولي والأمم المتحدة.

أين كانوا عندما كانت تختطف وتغتصب بنات اليمن؟ أين كانوا عندما كان يُختطف الأطفال والشباب قسريا ويجنّدون عنوة اليمن؟ أين كانوا عندما استفحلت الأمراض والأوبئة ونهشت لحم اليمن واليمنيين؟

اليمن لن يغفر لكم ما فعلتموه بها وبشعبها المسالم الطيب.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها