أكرم كساب يكتب: لماذا نقاطع انتخابات العسكر؟!

تأتي الانتخابات بمصر وسط حالة من الاضطراب تضرب عالمنا العربي والإسلامي، فسوريا تذبح واليمن يدمر، وليبيا يتآمر عليها، وفلسطين تذبح من الوريد للوريد، وتبقى مصر مشرئبة إليها الأعناق ليعرف ما بداخلها. يتبع

  د . أكرم كساب

تأتي الانتخابات المصرية وسط حالة من الاضطراب تضرب عالمنا العربي والإسلامي، فسوريا تذبح واليمن يدمر، وليبا يتآمر عليها، وفلسطين كما هي تذبح من الوريد إلى الوريد، وتبقى مصر مشرئبة إليها الأعناق ليعرف ما بداخلها.

والحق أن الانتخابات اعتبرها العلماء وسيلة من الوسائل لا يقال بحِلها مطلقا ولا بحرمتها مطلقا، وإنما تأخذ هذه الوسيلة حكم المقصد، فإن كان المقصد مباحا كانت الانتخابات مباحة، وإن كان المقصد ممنوعا كانت الانتخابات ممنوعة محرمة.

وعليه فإن القول بحرمة الانتخابات المصرية إنما لما يصاحبها من جرائم، وهذه هي الأسباب التي دعت للقول بذلك:

1.وجود نظام عسكري دكتاتوري قاتل.

2.انقلاب هذا النظام على رئيس منتخب دون أسباب مقبولة.

3.عدم اعتراف الحكم العسكري بالعملية الانتخابية أصلا، فقد ألقى بأصوات الشعب في خمسة استحقاقات انتخابية في سلة القمامة.

4.وجود عشرات الألاف من الشباب في السجون والمعتقلات يمثلون خيرة شباب الأمة.

5.الاختفاء القسري لكل شباب ثورة يناير من كل الأطياف، بينما فلول الحزب الوطني عادوا وزراءا ونوابا في البرلمان.

6.قتل الألاف من أبناء الشعب في مذابح متعددة (رابعة والنهضة ومحمد محمود وماسبيرو…) دون محاسة أحد.

7.استمرار التردي الاقتصادي للبلد والتي أوشكت على الإفلاس.

8.القضاء على أهل في سيناء وإخواننا في غزة إرضاء للعدو الصهيوني المحتل.

9.تصدر العملية الانتخابية من قبل الفاسدين والمفسدين وأصحاب السوابق، فضلا عن العسكر والفناين..

10.كل هذا يجعلنا نقول حرام لأنها:

أ‌-تعاون على الإثم والعدوان والله يقول:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ}(المائدة:2).

ب‌-تجميل لوجه النظام الدكتاتوري القبيح، بل مشاركة له في كل جرائمه من قتل وتعذيب وفساد، والله يقول: :{ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ }(هود: 113)، وفي الحديث:”إِنَّهُ سَيكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الحوض»رواه الترمذي وصححه الألباني.

وتعد المقاطعة صورة من صور العصيان المدني الذي أقرته الشريعة، وفي الحديث:”لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُقَرِّبُونَ شِرَارَ النَّاسِ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلاا يَكُونَنَّ عَرِيفًا وَلَا شُرْطِيًا ولا جابيا ولا خازنا”( رواه ابن حبان وصححه الألباني).

ولهذا أفتى العديد من العلماء والهيئات والروابط، ومنها: (هيئة علماء المسلمين المصريين بالخارج)، والتي من أهدافها:

•التوجيه الشرعي المنضبط للحراك الثوري.

•صدّ العدوان عن الفكر الإسلامي بتجلية حقائقه وبيان خطط أعدائه ورد الشبهات.

•ترشيد الخطاب الديني للصف الإسلامي للتعاون في المتفق عليه، والإعذار في المختلف فيه.

•إعادة ثقة الجماهير في المشروع الإسلامي وصدق حامليه.

دكتور. أكرم كساب
داعية إسلامي مصري

 

تجدر الإشارة إلى أن كل ما ورد في المقال يعكس رأي الكاتب الخاص ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع  .

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها