أسماء خليفة تكتب : فتاة لا تصلح للزواج

فهن يتحملن ما لا يتحمله الرجال، ومن ثم يعود ذلك الرجل ليبحث عن أنثي كاملة الأنوثة وهو من أفقدها بمتطلباته المتزايدة أبسط صور الانوثة المتمثلة في الاهتمام بالنفس والمظهر.يتبع

قد يخيل الى القارئ للوهلة الأولى من عنوان هذا المقال الأسباب التي تستدعي أن تكون هناك فتاة لا تصلح للزواج، ربما لإصابتها  تشوه ما أو أنها لم تعد بكراً، والاحتمال الثاني هو الاحتمال الأعم لدى الغالبية وبالأخص ان كانوا ذكوراً !!

عزيزي القارئ :

هناك الكثير من الفتيات اللآتي لم تعد تصلحن للزواج ، فهناك فئة سلبت الحياة كل ما لديها من أنوثة فهي تتحول بعوامل التأثير الخارجية مع الوقت الى أنثي بطباع رجل لتواكب الحياة في مجتمع ذكوري بطبعه وينطبع هذا الوصف على النساء أيضاً.

فهن يتحملن ما لا يتحمله الرجال، ومن ثم يعود ذلك الرجل ليبحث عن أنثي كاملة الأنوثة وهو من أفقدها بمتطلباته المتزايدة أبسط صور الانوثة المتمثلة في الاهتمام بالنفس والمظهر.

واذا نظرنا الى ما يريده الرجال في مجتمعنا، فان السواد الأعظم منهم يطلب امرأة تكون له كل شئ، يطلبها جميلة ولا يضر أن تكون مرحة وربما يكون هو إله الكآبة، لا يريدها عامله ربما تتخفى الغيرة من وراء هذا الستار, حجته في ذلك أنه يريدها أن ترتاح ولا تخرج من المنزل وتنتظر “سي السيد” عند العودة آخر اليوم بعد أن قضى يومه في العمل ولا يضر أن يقضي وقتاً آخرا مع الأصدقاء، وواجبٌ عليها أن تلقاه بترحاب وبابتسامة سعيدة.

وفي المقابل هو كما قلت سابقاً “إله للكآبة” لا تنفك سريرته عن ابتسابة عفوية عندما يراها، بل يبادر فوراً باستلام تقرير العمل المنزلي (هل الغداء جاهز – لم المنزل غير مرتب – لم رائحة المنزل غير محبوبة – أين الماء الساخن ! كيف سأستحم ؟ – لماذا سريري غير مهيأ لراحتي – لماذا لم ينم الأولاد مبكرا ؟ أريدك بمفردك ؟ –

لماذا لم يدرس ابني بالطريقة الجيدة، وربما هو لم يعلمها يوماً  ما ماهية الطريقة الجيدة التي يريد أن يتعلم بها صغاره – لماذا ترتدين هذه البيجامة ؟ ارتدي غيرها أفضل منها – فيم أنهيت مصروف المنزل ؟ ) والكثير من الانتقادات والأوامر التي ينشأ عليها الأطفال عاماً بعد آخر.

يكبر الرجال في مجتمعاتنا الشرقية على فكرة أن الانتقاد لا يوجه إلا للمرأة فهو يرى أمه نموذجاً لتلقي جميع اللوم والانتقاد في المنزل، فعندما يبلغ سن الرشد يرى أن انتقاد الأناث احدى ضروريات الحياة باللنسبة له كرجل.

 ولا ضير من ممارسة تلك السلطة المطلقة في الانتقاد على أخواته الفتيات وعلى أمه أيضاً فالوالد القدوة يفعل ذلك، وعندما يصبح ذلك الراشد رجلاً, وتبدأ رحلة البحث عن شريكة حياته التي لا تشبه أمه ولا أخوته بالرغم من أنه سيمارس عليها السلطة ذاتها  وبالتالي فهي لا تريد نموذجاً لذلك الرجل المنتقد دائماً، فأحلامها أكبر من ذلك، ولكن كيف يحق لها الحلم! ومن يسمح لها بالحلم! حيث أن جميع الرجال في النهاية سيرون تلك الفتاة الحالمة بأبسط حقوقها ككائن بشري, متمردة ولا تصلح للزواج!

أسماء خليفة

مدونة مصرية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها