أحمد ناصف يكتب: يناير البداية

نحتاج أن نكون أكثر و ضوحا مع أنفسنا و مع هذا الشعب المطحون؛ أنه لن تنجح فئة وحدها في إسقاط هذه السلطة العسكرية واستعادة مسار ثورة يناير و تحقيق أهدافها. يتبع

نحتاج أن نكون أكثر و ضوحا مع أنفسنا و مع هذا الشعب المطحون؛ أنه لن تنجح فئة وحدها في إسقاط هذه السلطة العسكرية و استعادة مسار ثورة يناير و تحقيق أهدافها.

خلال أكثر من عامين و نصف العام منذ وقوع هذا الانقلاب، والطلاب لم يترددوا أو يقصروا في بذل أي جهد ولم يبخلوا بأي تضحية على هذا الوطن أو هذه الثورة، ومن قبل الانقلاب منذ يناير 2011؛ ولكن الحقيقة أنهم و حدهم لن يحققوا الانتصار الكامل.

بالفعل ‏نجحنا كطلاب في فرض واقع مختلف على هذا النظام منذ أن دخلنا كمتغير قوي في المعادلة الثورية، ونجحنا في الحفاظ على وجود نواة صلبة للثورة؛ تدافع عن مبادئها و تحاول استكمال مسارها، وتمنع هذا النظام الشمولي القمعي من القضاء عليها، نجحنا أيضا في خلق تدافع قوي بين الثورة و الثورة المضادة في و قت عصيب تخاذل فيه الكثيرين .

حين أتحدث عن الحراك الطلابي فلا اتحدث فقط عن الفاعليات التي تنظمها حركة طلاب ضد الانقلاب؛ ولكن أيضا قصدت كل الحركات الشبابية التي يمثل الطلاب نواتها الصلبة، وكل تحركات في الشارع كان الطلاب وقودها الحقيقي وصفها الأول دائما.

ندائي لكل رفاقي الشباب، أن أخرجوا عن تلك العباءات البالية، وأصنعوا انطلاقة جديدة لتحركاتكم مستوحاة من يناير 2011

يد الطلاب تمتد قوية و تصارع هذا النظام وعلى يقين من أننا سنصرعه مهما طالت الأيام؛ ولكن بالفعل نحن بحاجة إلى يد قوية تصارع معنا هذا النظام فكما يُقال ” إيد لوحدها متصقفش” .

ألم يأن للعمال أن ينظموا حراكهم و يوجهوه في الاتجاه الصحيح تحت قيادة قوية وتمتد يدهم الفتية للدفاع عن حقوقهم وحقوق كل المصريين ضد هذا النظام.

ألم يان للقوى السياسية النظيفة أن تجتمع و تتوحد لتكون يدًا قوية واعية تصفق مع يد الطلاب لتضبط إيقاع معذوفة الثورة.

كان يناير البداية لذلك الحلم الكبير وسنظل متمسكين بتلابيب ذلك الأمل يرافقه عمل جاد وتضحية عزيزة، وتجاوُز للخلافات، وتصحيح لغياب الرؤى. لم يعد يمتلك هذا الجيل رفاهية الاستمرار في ذلك التيه الذي ندور في فلكه منذ ما يقرب من خمسة أعوام، فالنخب قد تجاوزها الزمن، وهنا أقصد نخب كل التيارات بلا استثناء، فقد أخذوا فرصتهم كاملة، وكان الفشل هو نتيجة عملهم على كل الأصعدة، ولم يزيدونا إلا فرقة وغياب للرؤى الناجعة، والإستراتيجيات المبنية على قراءة جيدة للواقع، فلم ينجحوا إلا في التأكيد على أنهم يناضلون هناك في عالم موازي بعيدا عن الواقع.

ندائي لكل رفاقي الشباب، أن أخرجوا عن تلك العباءات البالية، وأصنعوا انطلاقة جديدة لتحركاتكم مستوحاة من يناير 2011، بالطبع عقارب الساعة لا ترجع للخلف، ولا يمكن أن نستنسخ تجربة بكل تفاصيلها، ولكن ما أدعو إليه هو استحضار تلك الروح وتوليد إطار جديد للعمل أكثر استيعاب لمتغيرات وتحديات الواقع الجديد، إما ذلك وإما ستظل تلاحقنا لعنة دماء الشهداء، ولن نسلم من لعنات الأجيال القادمة.

أخيرا لن يرحم التاريخ كل من قصر أو خان ونحن على يقين من أن انتصار الثورة واقع لا محالة، وعلى يقين أيضا من اننا سنستمر في النضال حتى نحقق هذا الانتصار حتى لو كنا و حدنا؛ لإننا لن نخون دماء الشهداء، و لإننا نعلم أن ‏الثورة هي الأمل الوحيد لبناء حياة كريمة، ولأن هذا الجيل تربي على أن المبادئ لابد أن تظل ثابتة مهما كثرت التضحيات، فإنَّا هنا نموت كالأشجار وقوفاً، أو نحقق نصراً مُؤزرا {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ}.

أحمد ناصف
المتحدث الرسمي لحركة “طلاب ضد الانقلاب” في مصر

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها