‌بيني وبين الشهيد قضية!

65 فلسطينيا، أصيبوا جراء اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على "مسيرات العودة"

اعتقال أسيرين من الطلبة،أحدهما بحقيبته المدرسية والآخر نزع حقيبته وجردّه منها، ليفضحه زيه المدرسي.
الشاهد على خطفه من وسط أقرانه،ووضعه في جيبه العسكري

بعد مرور أكثر من ثمانية وعشرين عاماً؛ على جريمة قنص جيش الاحتلال الإسرائيلي لي؛ بينما كنت عائدة من المدرسة برفقة ابنة جيراننا سميرة عساف وشقيقتي الكبرى”هديل”..
‌أجد نفسي مطالبة أكثر من أي وقت مضى،للانتصار لانتفاضة الحجارة، ولكل من ارتقى فيها من شهداء وجرحى وأسرى،وأيضا من مبعدى مرج الزهور…
‌شهيد مسجى على الأرض، بزيه المدرسي أقف على مقربة منه بينما أنزف؛ أنظر إليه”أريد إنقاذه”،تأتي أمه مسرعة”يا حبيبي يما“.
ينهرها جيش الاحتلال المدجج بالسلاح”روخي البيت”رافضاً كل محاولاتها الاقتراب من نجلها الشهيد،الذي تعمد الاحتلال لفه”بنايلون أبيض شفاف”؛ليكتمل المشهد بوضعه لجيبه العسكري على بعد مترين من الشهيد وإصابتي، و ليتعمد اعتقال أسيرين من الطلبة،أحدهما بحقيبته المدرسية والآخر  نزع حقيبته وجردّه منها، ليفضحه زيه المدرسي.
الشاهد على خطفه من وسط أقرانه،ووضعه في جيبه العسكري.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل طفلا فلسطينيا

 

في جريمة تلخص أهدافه من وراء قمعه لانتفاضة الحجارة التي اندلعت في الثامن من ديسمبر كانون من عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانين،والمتمثلة في قتل العلماء ومن يسيرون على طريقهم من الطلبة.
وتفريغ القضية الفلسطينية من أصحاب العقول والنوابغ، باستهدافهم أحياء عبر اعتقالهم في سجونه،صغارا أم كبارا،وعبر إبعادهم إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني..!
‌تلخص الجريمة أبعاد الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني، تلخص قضيتي الأسرى والمسرى تحديداً،فكل أطفال فلسطين ترنو عيونهم إلى أولى القبلتين،يتوقون شوقاً لسجدة ولو يتيمة على أعتاب المسجد الأقصى المبارك.
يحلمون بتناول الكعك المقدسي والزعتر الخليلي،بل يتمنون أن يشاركوا طلبة المدينة المقدسة رباطهم في قلب مدارسهم ومقدساتهم،وعزاءهم أن أغلبهم نالوا نصيبهم من الصمود والرباط..!

اعتقال أسيرين من الطلبة،أحدهما بحقيبته المدرسية والآخر  نزع حقيبته وجردّه منها، ليفضحه زيه المدرسي.
الشاهد على خطفه من وسط أقرانه،ووضعه في جيبه العسكر

‌فعن نفسي أقول”طفلة كنت وقت إصابتي بزيي المدرسي،مجردة من كل شيء،لا أعرف ماذا تعني فلسطين؟وماذا تعني القدس؟وماذا يعني المسجد الأقصى المبارك؟ولا أعرف شيئاً عن إبعاد مرج الزهور؟!ولا عن حركات
‌ حماس والجهاد وفتح والشعبية!

وباقي الفصائل الفلسطينية،كل ما أعرفه أنني كنت طفلة عائدة من مدرستي، أحن إلى خبز أمي،ولا أعرف قهوتها بحكم أنني صغيرة ابنة الثامنة،لكنني حينما كبرت عرفت أن هناك دينا في رقبتي إلى يوم الدين.

أن أنتصر  لكل من يحنون مثلي لخبز أمهاتهم من أسرى وجرحى،لأقول بصوتي وقلمي من جديد “هنا غزة هنا فلسطين،هنا الشهيد الممدد جسده الطاهر على الأرض،يقول لي”ابقي أنظري إلى الأرض لتتذكري جريمة قتلي و قنصك يا زميلة المدرسة،وبنظرك إلى الأرض والحجارة،استذكري شهداء العالم أجمع وقولي”لن أنظر إلى مشاريع التطبيع والتنازل المقيت،بل سأغض البصر عن كل ما يسيء إلى شهيد مدرسة الزيتون الابتدائية المشتركة.

كما سأغض البصر عن كل ما يسيء لجرحي وجراح المقاومين أينما كانوا؛ لأهتف بعالي الصوت متحدية كل وجع يسكنني”الانتفاضة يجب أن تعود بقوة،خيبر خيبر يا يهود،جيش محمد وكل الرسل والأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم بدأوا يعودون”..

سأغض البصر عن كل ما يسيء لجرحي وجراح المقاومين أينما كانوا؛ لأهتف بعالي الصوت متحدية كل وجع يسكنني”الانتفاضة يجب أن تعود بقوة،خيبر خيبر يا يهود،جيش محمد بدأ يعود”..

‌فإن أطلقوا علينا الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع،ما حرمونا من احتضان حلم الرجوع لتحرير القدس السليبة”!.
‌لنبقى ولتبق القدس العتيقة تقول” احتلني من احتلني لكن لا أرى فيّ إلا روح الشهيد ودماء الجريح وحرية الأسير”! مع التركيز على روح الشهيد التي تستنهض  همتنا؛

وتوصيني على وجه التحديد على أن”أبقى على  العهد وكأن الشهيد يناديني كل يوم ولسان طيفه يقول لي“ اكملي مسيرة التحرير،تخيليني صلاح الدين الصغير الحي الشهيد،مثلما أتوسم فيك بأنك فلسطين الواقفة في حلق المحتلين،إبق وقفا إسلاميا يحاصر كل المندسين والمشككين ليس في جرحي وجرحك،بل في عدالة قضية فلسطين وعاصمتها القدس، التي يجب أن تتحرر بهمتك وهمة كل المجروحين من إعلاميين وكتاب وسياسيين ومقاومين والقائمة تطول..!
‌فبيني وبين شهيد الزيتون والقناص الإسرائيلي قضية لا تقبل المساومة أو القسمة أو المزايدة

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها