وهل وئدت مفاوضات السلام؟
وهل كان سلام من أصله؟ وعن أي مفاوضات سلام يتحدثون؟ اقتطاع للأرض وتمديد الاستيطان، مما مدد أذرع الاحتلال، عن أي سلام يتحدثون؟ سلام الخذلان والتنازلات المستمرة. سلام النعاج التي ترهب ذئبا كبر سنه وخرف وما عاد قادرا على المواجهة. سلام صفقة القرن، صفقة الخزي والعار، وثمنها دفع مسبقا من دول البترودولار "السعودية والإمارات والبحرين "ودولة الرز "مصر".
عن أي سلام يتحدثون، سلام الشجعان الذي دفع الثمن حياته الشهيد الحي أبو عمار "ياسر عرفات".
عن أي سلام يتحدثون، سلام باع الأرض والعرض والشرف بأبخس الأثمان، وتباين المواقف العربية وتشرذم البلدان العربية وتفككها .في ظل قمع الشعوب العربية وتشييد السجون لكل من ينطق بالحق ويناصر المظلومين ومن يدافع عن القضية الفلسطينية.
عن أي سلام يتحدثون، سلام الضحك على الذقون وإهدار القدس "مقلة العيون"، قمة إسلامية، قمة عربية، مواكب وتصريحات لن تسمن ولن تغني من جوع، ما دامت سياسة حكامنا هي سياسة الخنوع والخضوع، ما دامت سياسة سلاطيننا تقوم على إذلال شعوبها وإفقارها و قمعها لمجرد التعبير عن رأيها والمطالبة بحقوقها.
عن أي سلام يتحدثون ؟إذا كان حكامنا لم يوفروا السلام و الاستقرار في بلدانهم ،ولم يحققوا الرخاء والتنمية لشعوبهم. ماذا تنتظرون منها لتحققه للقدس وللقضية الفلسطينية.
عن أي سلام يتحدثون، فها هو ترمب يوجه صفعة إن لم نقل "خازوقا" لسلاطين باعوا ضميرهم وشعوبهم وباعوا ذمتهم لترمب.
عن أي سلام يتحدثون؟ هم باعوا القضية منذ زمن، هم خانوا القضية منذ 1948 ، هم طعنوا القضية في مقتل منذ 1948 بقراراتهم وتخاذلهم، بل وضعوا أنفسهم محطّ ابتزاز للغرب، فأصبحوا كالبقرة الحلوب، كل من دبّ وهبّ من الغرب يحلبهم مقابل تمطيط المفاوضات التي صدّعوا رؤوسنا بها إلى اليوم.
إن لم يستوعبوا الدرس فحري أن نوجه لهم تهمة الغباء السياسي.
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها.