وماذا بعد؟

لا حديث اليوم في مقهى الحي الا عن قرار رئيس دولة العم سام، لا حديث في المدرسة، في المسجد، في المحطة، إلا عن القدس التي ستكون من نصيب الكيان الإسرائيلي، ولكن ماذا بعد؟

كتبت أقلام المثقفين والإعلاميين العرب، ورفعت الشعوب العربية صوتها في شوارع الخريطة العربية، ومعها أرسل زعماء الأمة رسائل ترقص في الهواء رقصة البهلوان عندما يريد أن يضحك مع أطفال الحفل ويتقلقل منهم وفي وقت وجيز يضحك لهم.

رسائل تعبر بين سطورها عن قلق الشعوب العربية من خطوة حاكم بلاد العم سام “ترمب” بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني، منهم من قام بتغيير صورته الشخصية على فيسبوك و تويتر وواتساب، ومنهم من كتب على باب منزله “القدس عاصمة لفلسطين”، كل الجرائد تكتب وتكرر نفس العنوان، حذر، قلق، ورقص في الشوارع.

لا حديث اليوم في مقهى الحي إلا عن قرار رئيس دولة العم سام، لا حديث في المدرسة، في المسجد، في المحطة، إلا عن القدس التي ستكون من نصيب الكيان الإسرائيلي، ولكن ماذا بعد؟

ألم يقتل أبناء فلسطين وغيرهم، وتمزقت الخريطة العربية من قبل، وإلى حدود اليوم أمام أعيننا ورقصاتنا في المؤتمرات على الأغاني الشعبية بكل تنوعاتها باعتبارنا أمة متنوعة الأزمات؟

كان ردنا آنذاك ونحن نحتسي كوبا من القهوة في مؤتمرنا كلمات ذائبة في سلة المهملات، فكيف سنحافظ على القدس ونحن لم نحافظ على خريطتنا من الصراعات الوهمية التي تسمن الغرباء وتغنيهم وتصيبنا نحن بالجوع والعراء في شوارع الوطن؟ فإذا كانت إسرائيل تعتبر القدس عاصمتها الموحدة، على إثر استحواذها على الجزء الشرقي من المدينة في عام 1980م، والذي احتلته بعد حرب الأيام الستة عام 1967، فإن ذلك مجرد كذبتهم البيضاء.

و اذا كان ترمب صاحب الوعد الثاني بعد وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور عام 1917 ، قد جعل القدس عاصمة من ورق لإسرائيل، فإن القدس هي عاصمة الحب، عاصمة التاريخ، عاصمة من حديد للشعب الفلسطيني، فالتاريخ لن يتغير لو غيرته أقلام وألسن البعض، فهل غير وعد بلفور شيئا من تاريخ فلسطين؟ شكرا على قلقكم.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها