ولاء فتحي تكتب: مسؤوليتك في تحقيق أحلامك

تذكّر بأنك ستواجه طريقًا مليئًا، لو نجحت، احتفل وافرح بنجاحك، لو تعثرّت تعلّم، لأننا في النهاية بشر سنبقى على خانة التعلّم مهما حيينا.. يتبع.

ولاء فتحي منصور – كاتبة مقدسية

تُرغمنا الحياة أحيانًا على أن نغيّر مسارنا والدروب التي نسيرّها وقد يخيّل إليك في لحظة ضعفٍ أن تتخلّى عن أحلامك، أن تبتعد عن الأشياء التي أحببتها، عن كل ما تمنيت، عن تلك الأمنيات الصغيرة التي قد يتولّد عنها حُلمك الصغير، أن تبقى على حافةٍ بعيدة أو أن تنظر من نافذةٍ بيتك لترى أن كل الأشخاص الذين حلمت ولم تحلم بهم يواجهون الحياة كل يومٍ بقوة، وأنت مكانُك.

آخر سطرٍ لا يعنيك يا صديق، ليس بالضرورة أن من يسير في الشارع كل يوم سواء بذهابهِ إلى جامعته أو عمله هو فعلًا يواجهُ الحياة بصدرٍ رحب وبقوة أحلامهِ التي رسمّها. أنسيت أنت أيضًا أنّ أحلامك كانت خارج هذا الإطار ربّما لأنّ الحصول على تعليم وعمل أصبح أمرًا بديهيًا وضرورة مُلحّة لحياةٍ جيّدة.

ماذا تفعل أنت على نافذتك الآن؟

تُحلّق ؟ تُفكّر ؟ تتأمل؟ تُخطط ؟ تَبني؟ ترسُم خريطة أحلامك؟

حسنًا .. متى ستنُفّذ مُخططاتك؟ أين شجاعتُك؟

قالت لي مُديرتي في العمل ذات يوم قصّة لأحد الأشخاص الذين يخططون لساعات وأيام وينفذّون بسهولة، تعلّمت بعدها أن أصبر أكثر على أُمور التخطيط، ولكن ليس إلى درجة مُقيتة توصلني إلى مرحلة “استنزاف الحلم”.

لتصل إلى حلمك بطريقة سلسلة، بطريقة تجعلك أمير حلمك من الضروري جدًا أن :

– تؤمن بنفسك، بقُدراتك.

– ألا تجعل أخطاء الآخرين شمّاعتُك التي تحمل عليها فشلُك.

–  تأكّد أنك لن تصحو يومًا وقد تحقق حلمك من دون أن تسهر الليالي، من دون أن تبذل عرق جسدك فيه، من دون أن تقدّم الغالي والنفيس من صحة وراحة بال في سبيل تحقيقه. انسَ تلك الآراء التي تتبنّى رؤية حلم قد بُني وأزهر في يومٍ وليلة. حتمًأ هم مخادعون لإنسانية الحُلم قبل فكرته. حتمًا هم لم يرّوا شيئًا من أرق هؤلاء الأشخاص، رأوهم فقط عندما صعدوا المنصّة، عندما لم ييأسوا من استنزاف أحلامهم، فقط عندما وقفوا ووصلوا إلى القمم من دون ركلة قوية من “ميسي” تُعيدهم إلى القاع وذلك لأنهم بنّوا بتمكن، وقفوا على أرضٍ صلبة، بنّوا حلمهم بحُب، بأمل، برفق، بحديد العواطف ورائحتها التي تفرّحُ بياسمين الإنجاز، رأوهم فقط عندما وصلوا إلى الأعلى، عندما وصلوا إلى الأعلى ولم يقعوا بعدها أبدًأ.

ربّما أنت الآن في حالة ذهول ولم تصّدق كلامي لكن ماذا لو أقنعتك بمثالٍ من حياتك أنت، نعم أنت؟

تخيّل وتذكّر حالتُك أيام الثانوية العامة عندما حصدت نجاحك، فعليًا لكي تصل إلى هذه المرحلة أنت لم تُنجز فقط في سنة الثانوية العامة بل الـ 17 سنة السابقة قبلها.

–  لا تفوّت كل فرصة ، كل إشارة تدلُّك على حُلمك.

– اقرأ كثيرًا، اقرأ ولا تهدأ حتى تصل لأحلامٍ جديدة لم يصلّها أحد قبلك.

– خطط جيداً لحلمك قبل تنفيذه.

تذكّر بأنك ستواجه طريقًا مليئًة، لو نجحت. احتفل وافرح بنجاحك، لو تعثرّت تعلّم، لأننا في النهاية بشر سنبقى على خانة التعلّم مهما حيينا، لا تثق بالأيادي التي ستصفق لك عندما تصل القمة بل ثق بالأيادي التي ستتشبث بك عندما تقع لتصل إلى طموحك.

حُلمًا سعيدًا وطموحًأ محققًا.

 

ولاء فتحي منصور
كاتبة مقدسية  

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها