هدايا ابن سلمان لطهران!

التحليلات والتفسيرات والتغريدات التي كانت كلها تصب في صالح ولي العهد السعودي  محمد بن سلمان رجل السعودية الأول اليوم رغم تهوره وتسرعه و عدم نضجه السياسي، والدليل على ذلك أفعاله.

لو حق للمشاهد العربي أن يسأل اليوم عن تسارع الأحداث الساخنة وما تشهده منطقة الخليج والشرق الأوسط، لكان السؤال الأول، ما الذي يحدث؟ 

من الرياض انطلق كل شيء، وكأننا أمام مسلسل درامي وسيناريو سياسي أعد بحنكة وتدبير محكمين، بدأت بخطاب رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري معلنا استقالته من منصبه والأدهى من استقالته توقيتها ومكانها وما سيترتب عليها من تداعيات.

بدأ الجميع يضع الأسئلة ويفكر ويحلل ويخمن في مستقبل لبنان والحرب القادمة وماذا يخطط للبنان في الأيام القادمة؟ ماهي إلا ساعة من متابعة الحدث اللبناني حتى عكر صاروخ حوثي باليستي  قادم من صنعاء حاول اختراق مطار الرياض، عكر صفو الجميع ، وترك الجميع لحظتها الشأن اللبناني، وأصبحت اليمن وحربها الحدث الأبرز في يوم سيتذكره الناس في الخليج والشرق الأوسط سنين عددا. الرد السعودي كان مدويا هذه المرة ليس صواريخ ولا قصفا، إنه أمر ملكي بإيقاف أحد عشر أميرا من الأسرة الحاكمة من أشهر رجال المال والسياسة والإعلام بالسعودية، من بينهم متعب بن عبد الله والأمير الوليد بن طلال القيصر كما يحلو للبعض تسميته، وغيره في ليلة لم يكتب للسعوديين النوم فيها.

وبدأت التحليلات والتفسيرات والتغريدات التي كانت كلها تصب في صالح ولي العهد السعودي  محمد بن سلمان رجل السعودية الأول اليوم رغم تهوره وتسرعه و عدم نضجه السياسي، والدليل على ذلك أفعاله، فليس من السياسة أن تخسر أصدقاءك وجيرانك وأنت في حرب مع عدوك “إيران”، لأن الأصل في السياسة أن عدو عدوك صديقك، فمحمد بن سلمان منذ ظهوره على الساحة السياسية  السعودية وهو يقدم الهدايا لإيران واحدة تلو الأخرى، من حرب اليمن مرورا بحصار الشقيقة قطر  التي يحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى، وليس أخيرا استدعاءه للحريري وتقديم استقالة من الرياض التي بدت مكشوفة جدا، ولا حتى تشكيل لجنة للفساد في ساعتين، ويبدأ الرجل تقليم أظافر أبناء عائلته وأمراء لهم باع وصاع وأموال طائلة وقنوات إعلامية كانت تدافع عن الرجل وتخدمه في حربه ضد طهران، والتي تبدو محسومة سياسيا على الأقل؛ فالرجل مع كل فعل يقدم لهم هدية من ذهب، ناهيك عن النفوذ الإيراني في دمشق وصنعاء وبغداد وبيروت، وحسمها لكل معركة  تدعمها أو يدخل فيها حلفاؤها، بينما يخسر حلفاء بن سلمان سياسيا وعسكريا.

فمن يوقف ابن سلمان المدلل حتى لا يقود المملكة والمنطقة إلى ما لا تحمد عقباه؟ ففي السعودية من المشاكل اليوم ما يغنيها عن المزيد، وعن دخول أي حرب مع طهران وغيرها، ألا تشير أصابع الاتهام إلى الرجل في سقوط طائرة عسير ومقتل الأمير مقرن ومسؤولين سعوديين، فأغيثوا بلاد الحرمين من جنون وعظمة ابن سلمان .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها