مونتشي .. القطعة التي تنقص روما

وبالنظر إلى مسيرة مونتشي مع إشبيلية سنقوم بسرد كيف جعل منهم أحد عملاقة أوروبا وماذا سيقدم المدير الرياضي الشهير رفقة ناديه الجديد

بعد 17 عاماً قضاها بين جدران نادي إشبيلية الإسباني قرر المدير الرياضي رامون رودريغيز فارديخو المعروف بـ”مونتشي” وضع حداً لمسيرته الطويلة هناك والانتقال لنادي روما الإيطالي لخوض تجربة جديدة معهم منتظرين منه أن ينقل خبرته الكبيرة إليهم ومحاولين استنساخ نجاحات الفريق الأندلسي في بلاد الكاليتشو. 

وبالنظر إلى مسيرة مونتشي مع إشبيلية سنقوم بسرد كيف جعل منهم أحد عملاقة أوربا وماذا سيقدم المدير الرياضي الشهير رفقة ناديه الجديد .

ليست فقط صفقات ناجحة

قد يكون مونتشي أخذ شهرة لم يأخذها أحداً في مثل مركزه من قبل، وهو بالطبع يستحقها؛ فأن تحمل على عاتقك طموحات جديدة لناد صاعد بعد رحلة قصيرة بالدرجة الثانية وتصل به في وقت قصير لرفع كأس الدوري الأوربي هو شيء يستحق الوقوف عنده وجاء نتاج جهد مستمر جعل الفريق وجهاً مألوفاً في اليوروباليج على مدار السنوات .

ولأن الحديث عن مونتشي يأخذ الجانب الأكبر منه الاستكشافات التي يجلبها للنادي إلا أنه يوجد شيء آخر لا يقل أهمية وهي الأسس التي وضعها ومكنته من الوصول لتلك المكانة فجاء بتقرير موقع “بليتشر ريبورت” بعد صعود الفريق للدرجة الأولى عام 2000 كان يواجه مستقبل غامض على المستويين الكروي والإقتصادي .

وبعدما جاء مونتشي وضع هدفان رئيسيان تطوير نظام الشباب في النادي وتنفيذ نظام الكشافة والتي تسمح لهم باكتشاف النجوم المحتملين قبل الأندية الكبيرة .

وجاءت النتائج رائعة فتمكنت الأكاديمية من إخراج لاعبين أمثال : سيرغيو راموس وأنطونيو رييس وخيسوس نافاس، والآن أصبحت من الأكثر إنتاجية في إسبانيا فهي تتباهى بوجود 400 لاعب في 22 فريقاً للشباب ، وفي مجال الكشافة أنشأ مونتشي شبكة معقدة بها أكثر من 700 كشاف حول العالم كلها مصممة من أجل مساعدة أشبيلية .

المعادلة الصعبة

إذا نظرت إلى أي نادٍ وضعه شبيه بإشبيلية تجده أمام خيارين إما أن يعمل على جلب المواهب الصغيرة وتنميتها ثم بيعها بأضعاف ما اشتراها بها ويصبح هذا شغله الشاغل، أو يحتفظ بتلك المواهب دون بيعها ولكنه حينها سيحظى ببعض المشاكل مع عدم الضمان بالفوز بالكثير من الكئوس .

لكن مع ثنائية إشبيلية ومونتشي فقد تم تحقيق المعادلة الصعبة بجلب اللاعبين الشباب وثقل مهاراتهم للحد الذي يسمح لهم بمقارعة أقوى الفرق والفوز بالبطولات ثم يبدأ النادي ببيعهم للأندية الراغبة فيهم وهو ما يجعله في موضع قوة يجعله يطلب ما يريده ، ثم يعيد الكرة مرة أخرى فأصبحت تشكيلة الفريق لا تنضب من المواهب الجيدة .

واستطاع إشبيلية خلال فترة مونتشي بالفوز بتسعة ألقاب ، خمس مرات للدوري الأوربي –ثلاثة منها على التوالي- ولقبين لكأس الملك ولقب كأس السوبر الأوربي ولقب لكأس السوبر الإسباني ولهذا سوف تبقى تلك التجربة علامة بارزة في تاريخ كرة القدم .

وعن طريقة إدارة النادي لصفقاته تحت أعين مونتشي فبحسب موقع الانتقالات “ترانسفير ماركت” فقد حقق النادي أرباحاً طائلة من جلب لاعبين بأسعار بخسة ثم بيعهم بعشرات الملايين .

فمثلاً انضم البرازيلي داني ألفيش إليهم مقابل 468 ألف جنيه إسترليني وتم بيعه إلى برشلونة مقابل 30.18 مليون جنيه إسترليني ، والبولندي كريتشوفياك جاء من ريمس مقابل 4.68 مليون جنيه إسترليني وبعدها رحل إلى باريس سان جيرمان بـ28.56 مليون جنيه إسترليني وغيرهم ممن جعلوا الفريق صاحب قوة شرائية تمكنه من الاستمرار في سياسته الناجحة .

ماذا سيقدم لروما

قد تكون الظروف المحيطة بالناديين الإسباني والإيطالي متشابهة ولكن الأمر الجيد بالنسبة لروما أنه حاليا لا يجد أمامه سوى يوفينتوس بنجومه المكدسين وقوته الاقتصادية ينافسه ويقف حائلاً بينه وبين إحراز لقب الدوري، وذلك بعكس ما يحدث في الأندلس فهناك أمامهم قوى جبارة تتمثل في ريال مدريد وبرشلونة ومن ورائهما أتليتكو مدريد .

ومن الأسباب الرئيسية التي جعلت روما يتراجع كثيرأً عن الفريق الذي خطف لقب الكاليتشو من أنياب الكبار في وقت كانت فيه إيطاليا مختلفة هي أنهم منذ ذلك الحين لا تحتوي قائمتهم على أسماء مثل “فرانشسيكو توتي وجابرييل باتيستوتا و كافو” فيعتبر جلب مونتشي هو أفضل قرار اتخذته إدارة النادي لدفعهم لمستوى آخر ومساعدتهم للبحث عن المواهب الحقيقية . 

وأكد مونتشي على أن هدفه طويل الأمد معهم هو “تعزيز موقع الفريق ليس على قمة الكرة الإيطالية فحسب وإنما أيضاً على في قمة الجدول الأوربي” .

أيضاً هناك طريقة إدارتهما للصفقات فبحسب “ترانسفير ماركت” نجد أن روما اشترى ميراليم بيانيتش من ليون مقابل 9.35 مليون جنيه إسترليني وباعه لليوفي بـ27.20 مليون جنيه إسترليني، وماركينيوس المنضم من كورينثيانز مقابل 4.85 مليون جنيه إسترليني ذهب إلى باريس سان جيرمان مقابل 26.69 مليون جنيه إسترليني ولهذا فإن مونتشي سيجد هناك تربة خصبة يعطي فيها كل ما يملكه من خبرات .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها