ماذا عن العنف الجامعي؟

يتحدثون عن معاناتهم مع أساتذة أشباح، ويؤكدون تعرضهم للعنف اللفظي وسلوكيات لا أخلاقية، تمتد إلى حد الابتزاز والمساومة من أجل تجاوز عتبة النقط الموجبة للرسوب.

كثر الحديث عن العنف المدرسي، الذي خلف ويخلف ضحايا في صفوف الأطر الإدارية والتربوية والتلامذة.

واختلفت وتنوعت الرؤى حول أسباب هذا الوباء الذي شل مسار وأهداف التعليم المدرسي بأسلاكه الثلاثة، لكن لا أحد عرج إلى داخل الحرم الجامعي، من أجل البحث والتقصي حول مستوى ودرجة العنف داخله. لم نسمع عن طالبة أو طالب أو ولي أمر، اعترض سبيل أستاذ أو إداري.

ولم نسمع عن طالبة أو طالب هاجم أستاذا بسلاح أبيض أو مادة حارقة، باستثناء بعض العنف اللفظي الذي يكون في غالبيته ردا على ما قد يعتبره ظلما أو (حكرة)، لكننا نسمع كثيرا صرخات مجموعة من الطالبات والطلبة الذين يشتكون من العنف والتحرش والابتزاز وقصور الأداء المهني لبعض الأطر، يشككون في عمليات التقييم والتنقيط والتصحيح لأوراق الأجوبة، يتحدثون عن معاناتهم مع أساتذة أشباح، ويؤكدون تعرضهم للعنف اللفظي وسلوكيات لا أخلاقية، تمتد إلى حد الابتزاز والمساومة من أجل تجاوز عتبة النقط الموجبة للرسوب في بعض المواد والشعب الدراسية.

صحيح أن الجامعات المغربية تعج بالأطر الإدارية والتربوية الشريفة والجادة والمواظبة في كل مجالات التدريس والبحث والتأطير ولكن بين هؤلاء تندس رزمة من الأساتذة والإداريين الفاسدين، يعتبرون وظائفهم الرسمية داخل الكليات والمعاهد والمدارس العليا، مجرد مهام ثانوية، قد يؤدونها بعد قضاء مهامهم بالقطاع الخاص، والسفريات إلى خارج أرض الوطن.

الغياب المتكرر، والتدريس العشوائي بالإضافة إلى فرض كتبهم ومطبوعاتهم على طلبتهم، بالمقابل المادي الذي قد لا يكون في متناول كل الطلبة، ويمتحنونهم في مضامينها، طبعا فليس لكل الطلبة الجرأة اللازمة والكافية من أجل الجهر بمعاناتهم، بسبب الخوف من انتقام هؤلاء الأساتذة، وبسبب عدم ثقتهم في المسؤولين، وهذا ما يفرض توجيه الضحايا وفق مساطر وقوانين واضحة، تمكن من إنصافهم، ووضع رقم هاتفي أخضر رهن إشارتهم لاستقبال شكاياتهم ومعالجتها مركزيا، وإحداث خلايا داخل الجامعات مهمتها البحث والتقصي الميداني السريع. هناك شكايات مختلفة ومتعددة يتوصل بها عمداء الكليات ومدراء المدارس العليا ورؤساء الجامعات والمسؤولين المركزيين.

لكنها تبقى حبيسة الرفوف، وهذا يزيد من عنف الأساتذة الفاسدين وإحباط الطلبة الضحايا، علما أن الجامعات تتمتع باستقلالية تدبير شؤونها المالية والإدارية والتربوية.

الأكيد أن جلباب الشغب الذي يرتديه بعض التلامذة عن غير وعي، لم يعد يستهوي الطلبة، لكنه أصبح مثار اهتمام بعض الأطر المحسوبة خطأ على قطاع التعليم العالي.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها