مأمون الكزبري رئيس سوريا لمدة يومين !!!

الرئيس مأمون الكزبري تولى الرئاسة السورية بصفة مؤقتة لمدة يومين على أقصى تقدير ما بين 26 فبراير 1954 و28 فبراير 1954 فيما بين خلع الشيشكلي وقبل عودة الرئيس هاشم الأتاسي.

كان الرئيس مأمون الكزبري (1914 ـ 1998) سياسيا سوريا بارزا قاد بلاده بحكمة وهدوء (وربما بصمت حكيم ومتفضل أيضا ) في مرحلتين مفصليتين .

وكان لعلمه وحكمته وكياسته فضل في تجنيب سوريا الانشقاق الذي كان كفيلا بانتكاسات خطرة  ومع هذا فإنه كان أول من بدأ التفكير في توظيف النصوص الدستورية من أجل تأجيل عودة الشرعية أو ما نسميه ببدء تيار الثورة المضادة .

 

لما نجح الانقلاب السوري الخامس في فبراير ١٩٥٤ (الذي صدر بيانه باسم القادة الثلاثة فيصل الاتاسي و أمين أبو عساف و كاظم الزيتوني ) قرر العقيد اديب الشيشكلي الهروب تاركا ما وصف بأنه استقالته لرئيس المجلس النيابي الدكتور مأمون الكزبري الذي قرر، أن يتولى السلطة ريثما يتم انتخاب رئيس جديد، وفقا للدستور.

وقد أعلن ذلك أمام النواب، وغادر إلى القصر الرئاسي ليمارس الرئاسة ،  وما أن علم العقيد فيصل الأتاسي بذلك وهو لا يزال في حلب حتى أمر الطائرات التي كانت تحت قيادته بإلقاء منشورات من سماء دمشق تتوعد الكزبري و شوكت شقير وغيرهما ممن أرادوا الاستيلاء على السلطة في خضم الأحداث.

و هكذا فإن الرئيس مأمون الكزبري  تولى الرئاسة السورية بصفة مؤقتة لمدة يومين على أقصى تقدير  ما بين 26 فبراير شباط 1954 و28 فبراير شباط 1954  بين  خلع الشيشكلي وقبل عودة الرئيس هاشم الأتاسي .

الرئيس مأمون الكزبري  تولى الرئاسة السورية بصفة مؤقتة لمدة يومين على أقصى تقدير  ما بين 26 فبرايرشباط 1954 و28 فبراير شباط 1954  بين  خلع الشيشكلي وقبل عودة الرئيس هاشم الأتاسي .

ثم إن الرئيس مأمون الكزبري  تولى رئاسة سوريا أيضا بصفة مؤقتة عقب الانفصال وذلك تشبيها للانقلاب على جمال عبد الناصر بالانقلاب على أديب الشيشكلي  واستمرت هذه الفترة ما بين  29 سبتمبر أيلول 1961 وحتى 20 نوفمبر تشرين الثاني 1961 فقط وجمع معها في نفس الفترة رئاسة الوزارة. ولهذا فأنه يكفي أن يذكر إسم الكزبري لتجد الحساسية المرضية للناصريين؛ إذ إنه الخلف المباشر للرئيس عبد الناصر في الرئاسة السورية  مع كل ما كان يتطلبه هذا و ما يمثله هذا من قدرة سياسي هادئ على أن يحل بدون ضجيج في هذا الموقع الذي كان قد تحول إلى صيغة من صيغ الربوبية التي استعصت على.

عقب الانفصال عن مصر  كلف  الإنقلابيون فيما سمي بمجلس قيادة الثورة الدكتور مأمون الكزبري برئاسة حكومة انتقالية لإجراء انتخابات نيابية جديدة، فشكل الحكومة يوم 29 سبتمبر أيول 1961، وهو اليوم التالي للإنقلاب  مباشرة. 

حين كان المصريون لا يزالون في صدمتهم من وقوع الانقلاب ، وحين كان الرئيس جمال عبد الناصر لا يزال يخطب خطابه الشهير الذي قوطع فيه بالتصفيق مرتين على قرارين متناقضين 180 درجة .

وشغل الدكتور مأمون الكزبري في الحكومة التي شكلها  منصبي وزير الخارجية ووزير الدفاع بالإضافة إلى رئاسة الحكومة التي دامت حتى  نوفمبر اشرين الثاني  1961.

أشرفت وزارته على انتخابات تشريعية في ديسمبر كانون الأول 1961 كانت الأولى في سوريا منذ 1954، وانتخب هو نفسه رئيساً للمجلس النيابي الجديد.

عاش الدكتور مأمون الكزبري بعيداً عن الحياة السياسية بشكل عام خلال الوحدة مع مصر 1958-1961 واكتفى بأن شغل منصب رئيس نقابة المحامين.

ولد الدكتور مأمون الكزبري في دمشق عام 1914 في عائلة دمشقية عريقة، درس الحقوق في الجامعة اليسوعية (جامعة القديس يوسف ) ببيروت، وتخرج فيها  عام 1936، ثم واصل دراسته  في فرنسا في جامعة ليون، ونال درجة الدكتوراه في القانون  منها. عمل بالمحاماة في دمشق ثم أصبح أستاذاً في كلية الحقوق بالجامعة السورية (جامعة دمشق فيما بعد ).

انضم الدكتور مأمون الكزبري إلى حركة التحرير العربي التي أنشأها أديب الشيشكلي في منتصف عام 1953 وقد انتخب نائباً في البرلمان عن دمشق عام 1953 ثم انتخب رئيساً للجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور في عهد الشيشكلي  الذي عينه أيضا أميناً عاماً لحركة التحرير العربي التي أسسها.

اختير الدكتور مأمون الكزبري وزيراً للعدل في وزارة صبري العسلي عام 1955 ثم وزيراً للمعارف في وزارة محمد سعيد الغزي. ثم أصبح رئيساً للجامعة السورية (جامعة دمشق) عام 1956.
في اثناء الوحدة ثم في انقلاب ١٩٦٢ عاش الدكتور مأمون الكزبري بعيداً عن الحياة السياسية بشكل عام خلال الوحدة مع مصر 1958-1961 واكتفى بأن شغل منصب رئيس نقابة المحامين.

اعتقل الدكتور مأمون الكزبري في  لفترة قصيرة عقب  انقلاب عبد الكريم النحلاوي الثاني عام ١٩٦٢. 

ولما فشل الانقلاب بقي رئيساً للمجلس النيابي حتى سبتمبر  ١٩٦٢ في الوقت الذي كان فيه الدكتور ناظم القدسي رئيسا للجمهورية و الدكتور بشير العظمة رئيسا للوزراء .

غادر الدكتور مأمون الكزبري سوريا عد انقلاب البعث في مارس ١٩٦٣ وقيام السلطات بالتضييق على معارضيها وسياسيي العهد السابق.  وقد انتقل في البداية إلى فرنسا ثم إلى المغرب حيث عمل أستاذاً للحقوق في جامعاتها على نحو ماكان الدكتور أمجد الطرابلسي أستاذا في للأدب في الجامعة المغربية ،  ثم انتقل إلى لبنان وبقي فيه حتى وفاته.
وفاته
توفي الدكتور مأمون الكزبري في  بيروت 2 مايو  1998

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها