لهذا أحببت عصام العريان

القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان

أحببته فى الله، و شرفنى رب العالمين بالعمل معه، ومع ثلة من الأخيار قلما يجود الزمان بهم.

إنه الدكتور عصام العريان رحمة الله عليه، فعلى الرغم من أن كل السياسيين على اختلاف انتماءاتهم كانوا يحترمونه ويحبونه؛ وإذا عنّ لهم أمر يريدون إبلاغه أو توصيله إلى حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان  المسلمين، كانوا يلجأون للدكتور عصام لإبلاغه لقيادات الجماعة.

فقد كان سياسىيا محنكا من الطراز النادر؛ الذى يجتمع حوله كل الساسة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار حتى في أشد أوقات خلافهم كانوا يلجأون إليه .

ولكن بعيداً عن مواقفه السياسية التى أرى دائمًا أنها كانت موفقة إلى حد كبير، أتكلم هنا عن جانب أخر للدكتور العريان وهو شخصيته وحاله مع الله؛ فقد كان دائما حريصاً على الصلاة بشكل كان أحياناً يرى البعض أنه مبالغ فيه.

القيادي بحماعة الإخوان المسلمين في مصر، عصام العريان

 كان الدكتور عصام رحمة الله عليه، حريصاً على الصلاة فى وقتها مهما كانت الظروف، ومهما كان الوضع!.

ففى أي إجتماع ومهما كان الإنسان الذي أمامه؛ إذا أذن المؤذن استأذن من الشخص الذى أمامه سواء أكان وزيراً أو سفيراً أو أياً من كان ليؤدي الصلاة ثم يعود.

لدرجة أنه في اجتماع المكتب التنفيذى حينما كان يؤذن المؤذن يقوم ليصلى أياً كانت أجندة العمل التى يناقشها المكتب؛ حتى أن أحد الأعضاء قال له ذات مرة؛ يادكتور كلنا نصلي فإذا أخرنا الظهر ١٠ دقائق حتى ننهي الاجتماع ، فنظر إليه بابتسامة وقال له :قم إلى الصلاة مهما تكن الظروف! فسكت الأخ وابتسم.

لا أنسى خواطره الرائعة خلال رمضان ٢٠١٣ فى عز الأزمة التي شهدتها مصر، عن حكم ابن عطاء السكندري، فقد كان مميزاً جداً فى شرح الحكم؛ وكان له خاطرة كل يوم بين الأربع ركعات خلال صلاة التراويح  تنقلنا من التوتر والقلق الذى كان يعم الأجواء  إلى حالة من السكينة والروحانية الجميلة.

أتذكر خلال فترة الاستعداد لانتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة والتي تنافس فيها كل من الدكتور محمد سعد الكتاتني، والدكتور عصام العريان،وكنت مسؤولًا عن حملة الدكتور الكتاتني داخل الحزب؛ وقد رأيت بنفسى شعبية الدكتور عصام الجارفة بين جموع أعضاء الحزب والجماعة.

وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين الحملتين فكان يومياً كلما رآني فى الحزب، يبادر إلى الاطمئنان علي  وعلى الحملة ويقول لي مازحاً ” شد حيلك ياخالد المنافسة شديدة”.

فقد كان رحمه الله رقيقاً حنوناً محباً لإخوانه.

ومع حبى الكبير للدكتور سعد الكتاتني الذى كان أيضاً نموذجاً فذاً فإنني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلت فى حملة منافسة أبداً للدكتور عصام رحمة الله عليه.

مثل الدكتور عصام بالنسبة لى رابع أربعة ممن أحببتهم واختلطت روحى بهم، اثنان منهم قضوا نحبهم أسأل الله أن يجمعني بهم فى مستقر رحمته، واثنان أسأل الله أن يجمعني بهم فى الدنيا قبل الآخرة.

رحم الله الدكتور عصام وأسكنه فسيح جناته.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها