كيف سقط برشلونة أمام يوفنتوس بالثلاثة ؟

” في ليلة كالكابوس مثل اليوم  لم نحصل على أي مساعدة من الحظ لنعود إلى اللقاء”

 بهذه الكلمات اختتم لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة الإسباني مؤتمره الصحفي عقب الخسارة المذلة أمام يوفنتوس في تورينو بثلاثية نظيفة .

 لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية دور التوفيق أو الحظ الذي تحدث عنه السيد إنريكي فى كرة القدم؛ ولكن يبدو أنه تناسي أمرا هاما وهو أن الحظ يأتي فقط لمن يستحقه و إن حالفك الحظ في مباراة و استمر فريقك علي نفس المنحي من الأخطاء فلن يجدي الحظ نفعا  .

برشلونة دخل اللقاء في غياب واحد من أهم لاعبي الفريق في العشرية الأخيرة وهو الإسباني “سيرغيو بوسكيتس” بالإضافة لحالة معنوية سيئة عقب الخسارة أمام ملقا في الليغا بهدفين نظيفين مما قد يفقده لقب الليغا فدخل الفريق المباراة ويبدو أنه غير جاهز نفسيا بالإضافة إلى العديد من الأخطاء الفنية سنتعرض لها لاحقا.

إنريكي بدأ المباراة بخطة 4-4-3  كالمعتاد في مباريات الفريق الصعبة  دائما الاستعانة بماسيكرانو  في المنتصف لتعويض غياب بوسكيتس في ظل جاهزية أومتيتي؛ لكن السؤال المحير: لماذا ماثيو و جوردي ألبا و لوكا ديني على دكه البدلاء حتي الفرنسي الشاب في أسوء حالته لن يكون أسوء من ماثيو .

أي متابع للكرة القدم العالمية يدرك أن المهاجم ديبالا هو أهم مفتاح لعب يوفنتوس ومع ذلك وجدناه يصول ويجول ويتحرك بكل أريحية في منطقة جزاء برشلونة  .

أيضا وجدنا خلال المباراة أن الثلاثي الخطير MSN (ميسي – سواريز – نمار ) كانوا بعيدين تماما عن مستواهم فلم يشكلوا خطورة على مرمى الحارس بوفون فلم نجد مراوغات ميسي ولا اختراقات نيمار بالإضافة إلى سوء التوفيق الذي لازم سواريز.

من المؤكد أن أسباب خسارة برشلونة ليست وليدة اليوم ولا أمس فالبداية كانت من خلال سوق انتقالات غير متزن، وعدم تدعيم للمراكز الناقصة بشدة فى منتصف الموسم لابتعاد بعض اللاعبين عن مستواهم بصورة مخيفة دون وجود أي تفسير منطقي مثل الكرواتي راكتيتش الذي تحول لشبح لاعب عما كان عليه ككثير من لاعبي هذا بالإضافة لعدم تدعيم الجبهتين اليمنى واليسرى خاصة مع ترك داني ألفيش صفوف الفريق الكاتالوني.

علي الجانب الأخر لكل مجتهد نصيب من الظلم أن ننسب فوز اليوفي فقط لسوء حالة البرسا؛ ففريق السيدة العجوز  قدم أداءً يقترب من المثالية على جميع الأصعدة .

المدير الفني لليوفي الإيطالي ماسميليانو أليغري دخل اللقاء بتشكيلة 4-2-3-1  رباعي دفاعي من أفضل ما يكون خاصة في ظل انفجار موهبة أليكس ساندرو هذا الموسم وتحوله لرقم مهم في تشكيلة السيدة العجوز مع ثبات مستوي قلبي الدفاع بونوتشي و كيليني و خبرة داني ألفيش في المواعيد الكبرى و من خلفهم  حارس بقيمة بوفون.

أما خط الوسط  ففي ظل غياب ماركيزيو الوريث الشرعي لمركز الريجستا في إيطاليا، والاعتماد على الثنائي بيانتش وخضيرة اللذان قدما مباراة رائعة من حيث تبادل الأدوار بينهم فى الدفاع والهجوم بتحول البوسني لريجستا عند حاجة الفريق أو من زيادة الألماني المثمرة و ضغطه الممتاز على حامل الكرة في منتصف الملعب .

أما الثلاثي الهجومي الشرس فيكمن قوته في تنوعهم بدابة من السريع المهاري كوادرادو صانع الهدف الأول، أو الجوهرة ديبالا أفضل لاعبي العالم حاليا فهو لاعب متكامل من حيث صناعة اللعب أو إحراز الأهداف، و الدور الجديد للكراوتي ماندزوكيتش الذي أعاد اكتشاف نفسه فى دوره التكتيكي الجديد كجناح حيث أدي مباراة ممتازة دفاعيا وهجوميا و شكل جبهة صلبة برفقة ساندور ، بل وتفوق على نفسه في لقطة الهدف الثاني الذي قام بصناعته إلي جانب مشاكساته المعتادة مع لاعبي البرسا سواء في الكرات العاليه أو الإلتحامات الأرضية .

هذا الثلاثي لم يبخل بنقطة عرق خلال ال90 دقيقة وفي المقدمة لعب وحيدا البيبتا غوانزالو هيغواين  الذي قدم مباراة جيدة من الناحية التكتيكة سواء من ناحية الضغط أو التمركز أ الفوز في الصرعات الثنائية .

إذن مباراة كبيرة قدمها فريق اليوفنتوس ساعده فيها الأداء المخيب للفريق الإسباني  الذي كان خارج الخدمة طوال المباراة ، السؤال الأهم الآن الذي يدور في أذهان الفريق الكاتالوني هل سيتمكن فريقهم من العودة مجددا في لقاء العودة في الكامب نو والفوز برباعية لضمان التأهل أم أن فريق اليوفي لن يقع في نفس أخطاء بارس سان جيرمان؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها