كورونا.. أثبت أن العالم في قارب واحد

أودى فيروس كورونا المستجد حتى اليوم الخميس بأكثر من 300 ألف شخص حول العالم

إن أي تقدم أو نصر سوف تحققه أي دولة في إيجاد علاج لهذا الفايروس سوف ينقذ العالم برمته ، حيث إن هذا الفيروس اثبت إن كل العالم في قارب واحد

مجرد التفكير بأن العالم ممكن أن يتأثر يوماً ما بأجمعه ، شماله وجنوبه ، شرقه وغربه بخطر واحد ، كان ذلك يعد ضرباً من الخيال ، إلى قبل أيام ، حيث كان الاعتقاد الراسخ بأن لا شيء يؤثر على هذا العالم الكبير المترامي الأطراف، فقد يحدث أمر في دولة أو عدة دول أو في قارة على أكثر تقدير .
ببساطة ودون سابق إنذار ، حدث أمر بسيط ، حيث حل زائر صغير جداً ، لا يُرى بالعين المُجردة ، في مدينة صينية ، لم يكن لها تلك الشهرة بل إنها لا تشكل ثقلا أو شيئا يُذكر لبلد مثل الصين ، الذي يقارب عدد مواطنيه المليار و نصف المليار ، حيث إن الأخبار تترد عن فايروس محلي في المدينة و ليس كُل الصين و هذا شأن صيني بحت ، و ماهي إلا أيام ، حتى انتشر هذا الزائر في كل أنحاء الصين ، لتعلن عن وباء قد حل بها ، و أعدت له كل ما استطاعت من سبل الدفاع وحدها ،لأن ذلك شان صيني ، قد حل بهم لسبب ما ارتكبوه ، ناتج عن أعمال في مختبرات أو مراكز بحثية ، أو طبيعتهم في مخالطتهم الحيوانات وأكلها .
و ما هي إلا أيام لينتقل هذا الفيروس إلى عدة دول دون جواز سفر أو تأشيرة ليضع رحاله في إيران و العراق و لبنان و إيطاليا و إسبانيا و بريطانيا و المانيا و فرنسا ثم كل دول أوربا و الدول العربية و أمريكا و كندا و أستراليا و روسيا و بعض دول إفريقيا .
و قد احدث هذا هلعاً كبيراً في كُل أنحاء العالم ، فقد قُتل الكثير من أبناء البشرية ، و العدد المصاب به أضعاف من قد قتل.

واستطاع هذا الفيروس أن يشل العالم ويوقف كل مظاهر الحياة و الحركة في العالم فقد أنقطت وسائل النقل بكل أشكاله براً و بحراً و جوً 

وقد أعلن  العلم أنه يمر بجائحه هي أكثر خطورة من الوباء ، مما تسبب في فرض حظر التجوال في كل دول العالم و تعطيل الدوام ، وذلك تسبب في تعطيل العمل و الصناعة و التجارة و التعليم ، وهذا ما سينذر بعواقب اقتصادية و خيمة على مستوى العالم .
تداعيات هذه الأزمة سيمر بها العالم دون تمييز بين  قارة و أخرى أو دولة وأخرى ، دون تمييز بين دولة رأسمالية و اشتراكية ، غربية أو شرقية ، مسلمة أم مسيحية أم بوذية ، غنية أو فقيرة ، دولة عظمى أم متقدمة أم نامية .
و ليس ببعيد قد تسبب هذه الأزمة نتيجة الضربة الاقتصادية الموجعة التي ستحدثها ، بأن تنهار أحلاف و تكتلات و اتحادات ، بل قد تتفكك دول موحدة من جراء ذلك سيما وأن الأضرار البشرية و الاقتصادية لم يمكن توقع حجمها لحد الآن و هي مستمرة بالتصاعد بشكل مستمر و إلى أجل غير معلوم .
العالم الآن ينادي بأن تتحد كل الإمكانيات العالمية للوقوف أمام هذا الخطر الذي يواجهه و يهدد مصيره .
ترسخت عالمياً و لدى كل أنسان واعٍ فكرة أن خطراً ما يمكن أن يهدد العالم بأسره و كان العالم قريه صغيرة أو أن العالم على ظهر قارب واحد فإما أن ينجو كله أو يغرق كله لا قدر الله، 

الإنسانية اليوم تتابع الوضع في العالم كله بنشره واحده تُبين عدد الإصابات عالمياً و عدد الوفيات و تترقب إنتاج علاج واحد لكي ينقذ كل البشرية .

و بالتأكيد إن أي تقدم أو نصر سوف تحققه أي دولة في إيجاد علاج لهذا الفيروس سوف ينقذ العالم برمته ، حيث إن هذا الفيروس اثبت إن كل العالم في قارب واحد .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها