قوموا لنصرته.. يرحمكم الله!!

المسلمون في العالم غاضبون من تصريحات فرنسا والرسوم المسيئة للنبي محمد
المسلمون في العالم غاضبون من تصريحات فرنسا والرسوم المسيئة للنبي محمد

نحن ندافع عن الرسول قولا وحبًا وتنديدًا ؛ وجب علينا أن نحوّلَ طاقة التعاطف والحب إلى واجبات عملية ووصايا واقعية وردود أفعال تحذيرية ؛ لنعيد للحبيب حقه وللأمة رونقها وللإسلام مجده.

كعادتهم يحاولون اغتيال الشمس ، وحجب النور ، وطمس الحقيقة ، ووأد صوت الإيمان ، ولكن هيهات لما يريدون، لقد تجرأ الأقزام على سيد الأنام ، وذكره بالسوء أحقر اللئام ، وما كان هذا ليكون لولا أنهم علموا بالمواقف المتكررة أن الأمة في عصر وهنها ووهن قوتها .

وقد قال ابن تيمية: ” إن قيام المدحة والثناء عليه ،صلى الله عليه وسلم ، والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله وسقوط ذلك سقوط الدين كله “.

ولذا فغضبة المسلمين التي نراها لحبيبهم محمد ليس مبالغا فيها كما يظن البعض ؛ فالأمر يتعلق بأعظم شخصية ليست في الإسلام فقط بل في التاريخ ماضيه وحاضره ومستقبله ، ولذا فقبول إساءة الحاقدين ضعف في الدين قبل أن يكون ضعفا في الهمم .

إن الرسول معصوم لن يضره مكر الماكرين ؛ فقد حماه ربه وهو بين أيدي الكافرين و أمام أعينهم، وقد أخبره وأنبأه بحفظه وسلامته من كيدهم وعدوانهم، فقال له: { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } وفي هذه الآية يقول الماوردي : ” فمن معجزاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ : عصمتُه من أعدائه، وهم الجمُّ الغفير، والعددُ الكثير، وهم على أتم حَنَقٍ عليه”.

إن الله لم يدافع عنه فقط أمام أعدائه المعاصرين بل كفاه شر كل جاهل لعين ” إنا كفيناك المستهزئين ” فما رأينا أحداً تجرأ على الحبيب محمد إلا تجرع من مرارات الدنيا ما تجرع قبل دركات الآخرة.

فحين أرادوا أن يصرفوا أبا بكر عن دعوة النبي إبان رحلة الإسراء جعلوه صديقا بصدقه المطلق، وحين أرادوا إيذاء النبي في بداية الدعوة تسببوا في إسلام حمزة ، وحين كادوا له ليخرجوه من مكة؛ أخرجوا الإسلام من محلية الدعوة إلى عالميتها ،ومن جبال مكة إلى رياض المدينة وربوع العالم.

والآن لن يزيد كلامهم الرسول إلا وضوحًا في ظلام جهلهم، ونورًا في حالك حقدهم ،وشموخًا في ميادين ذلهم ، فهل يستطيع أقزام الأخلاق سد منافذ النور الذي أنزله الخلاق ؟!” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون”.

وهنا أشارك الشاعر تعجبه من تأثير ضعف أخلاقهم في بحر سجاياه وصفاته وأخلاقه:    

أيُدَنَّسُ البحرُ العظيمُ وما حوى  يوماً        إذا سبحت به الأقــــزامُ؟!       

  أتُرَوِّعُ الأُسْدَ الضراغِمَ فأرةٌ؟! أم هل يُقَطَّعُ بالغصون حسامُ؟!              

فمحمدٌ بدرُ الدجــى وبنـــــوره      مـــلأَ الوجـــودَ تآلفٌ وســلامُ

إن العالم يعرف قدر محمد ؛ فهو أعظم شخصية في التاريخ بشهادة المنصفين من الغربيين قبل إيمان وثقة المسلمين ، ومن لا يعرف يعرف ؛ فواجب علينا أن نعطر بعطر الحبيب أرجاء العالم .

إننا ونحن ندافع عن الرسول قولا وحبًا، وتنديدًا بأعدائه؛ وجب علينا أن نحوّلَ طاقة التعاطف والحب إلى واجبات عملية ووصايا واقعية وردود أفعال تحذيرية،  لنعيد للحبيب حقه وللأمة رونقها وللإسلام مجده.

تدارسوا سيرة الحبيب عمليًا في عصر هو أحوج ما يكون للحبيب ، أضيئوا ظلام الواقع بنور أخلاقه، تخذوا من سهام الأزمة دروعا لأحقادهم الجديدة ، ربوا قادة منتصرين كما قدم النبي محمد للعالم قادة فاتحين .

ربوا الأجيال القادمة على عقيدة الولاء والبراء ، علموهم من معهم ومن عليهم ، قاطعوا معهم كل منتج يخرج من بلد أساءت للحبيب ،علموا العالم أن الحبيب أهم عندنا من الطعام والشراب والترفيه والعطور والقصور ، أروهم بفعالكم وأخلاقكم وتمسكم بحبيبكم ما يجعلهم يندمون على إشعال جذوة الحب الكامنة في صدور أمته وقلوب محبيه.

نحن ندافع عن الرسول قولا وحبًا،وتنديدًا بأعدائه، وجب علينا أن نحوّلَ طاقة التعاطف والحب إلى واجبات عملية ووصايا واقعية وردود أفعال تحذيرية ؛ لنعيد للحبيب حقه وللأمة رونقها وللإسلام مجده.

أيها المحبون :إن أردتم أن تقفوا أمامه على نهر الكوثر سعداء مفتخرين ؛ قفوا دفاعًا عنه أقوياء شامخين، كونوا في حبه كالصديق في كل مواقفه مع حبيبه محمد -وكل مواقفه حب- ، كونوا في الذود عنه كطلحة وأم عمارة يوم أحد ، كونوا في فدائه كعلى ليلة الهجرة .

فضلوه على النفس كخبيب في أسره حين قال” ما وددت أني في بيتي ومحمد في بيته تشوكه الشوكة” ، وثقوا أن هذا الحب العملي سيكون محور حديثكم مع الحبيب على نهر الكوثر ولسان حالكم:

يا رسول الله هل يرضيك أنا    إخوة في الله للإسلام قمنا

فقوموا إلى الميدان العملي لحب الحبيب ، يحببكم ويرحمكم الله السميع القريب.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها