قانون حماية ضباط الجيش

كارثة جديدة من كوارث ما يسمى بمجلس النواب أو البرلمان المصري، والذي ما هو ببرلمان ولا هم بنواب..

أطلت علينا الصحف بخبر تزفه الينا كأنه البشرى وهو في حقيقته كارثة جديدة تضاف للكوارث المتلاحقة التي أصابت وتصيب مصر منذ انقلاب يوليو/تموز ٢٠١٣ وحتى يومنا هذا.

زفت إلينا الصحف نبأ موافقة برلمان السيسي بصورة مبدئية على قانون “معاملة كبار قادة القوات المسلحة”، والذي تضمنت مواده كوارث عديدة ملخصها وهدفها الأول والأخير تحصين القتلة والفاسدين من كبار ضباط القوات المسلحة ضد أي عقاب أو مسائلة قانونية عن ما اقترفوه من جرائم منذ انقلاب ٣ يوليو ٢٠١٣ وحتى تاريخ بداية ممارسة مجلس نواب العار لمهامه.

بل وتحصينهم خارج البلاد أيضا خوفا من المساءلة الدولية وذلك بمنحهم ذات الحصانة الخاصة برؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية.

وليس هذا فقط، بل ومكافأتهم على جرائمهم بحق البلد وبحق الشعب وتدميرهم لكل مقدرات مصر بمعاملتهم من الناحية المالية والمزايا الأخرى كوزراء حتى وإن لم يشغلوا هذا المنصب وغير ذلك من المكافآت والمزايا.

ومن الطامات الكبرى بالقانون منح رئيس الجمهورية الحرية المطلقة في تحديد من يخاطب بأحكام هذا القانون حتى يكون ذلك سيفا مسلطا على رقاب هؤلاء الضباط لتنفيذ ما يطلب منهم ويظلوا كما هم عساكر شطرنج ليس إلا، وهو أيضا الذي يحدد المكافآت والمزايا وغيرها الممنوحة لهم ليظل ولائهم الكامل له.

ولإمعان الإذلال لكبار الضباط هؤلاء، وحتى يكون هناك عصا دائما إلى جوار الجزرة، فقد تضمنت مادة عدم الملاحقة أو المساءلة القانونية والقضائية استثناء من تطبيقها ضد شخص بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

ولاستمرار التحصين وعدم المساءلة وكذا التمتع بالمزايا ولضمان الولاء الكامل للطاغية، تضمن القانون الكارثة أن يظل هؤلاء ضباطا في القوات المسلحة مدى الحياة، ومن يشغل منهم منصبا مدنيا وقتا ما يعود للخدمة فور تركه منصبه هذا.

هذه كارثة أظن أنه ليس لها مثيل في دول العالم المتحضرة، ولم نسمع عنها حتى في أعتى وأشهر دكتاتوريات العالم.

ما هذا الا تكريس لحكم عسكري دائم وأبدي في مصر، وللأسف يتم بمساعدة من يسمّون أنفسهم نواب الشعب زورا وبهتانا.

إن ما يفعله قائد الانقلاب العسكري الغاشم في مصر ومعه كل أدواته وشركائه في الخيانة وكذا المؤيدون له، إنما يقومون بسرقة الوطن بسرقة المستقبل بسرقة الأجيال القادمة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وأخيرا … “والله ما هو حكم عسكر، وتحيا مصر ٣ مرات”! … لك الله يا مصرنا الحبيبة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها