فِرعونُ إسرائيل

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
منذ قيام إسرائيل في عام ١٩٤٨م، تعاقب على منصب رئيس الحكومة الكثير من الزعماء و الشخصيات المهمة لدى الإسرائيليين ، كانت الحكومة الأولى قد شكلت على يد ديفيد بن غوريون و استمرت فترته ثماني سنوات.
 
و على مدار السنين تعاقبت الحكومات على إسرائيل، و تعاقبت الاحزاب السياسية على حكمها، و يعتبر حزبا العمل و الليكود من أكبر الاحزاب السياسية في إسرائيل و اكثر تداولها للحكومة فيها.
 
و تقام انتخابات الحكومة في إسرائيل كل اربع سنوات، يتم من خلالها انتخاب أعضاء الكنيست، الذي يبلغ عدد مقاعده مئة و عشرين مقعدا، و بانتهاء الانتخابات يتعين على الحزب ذي الاغلبية تشكيل الحكومة.
 
و لو طالعنا تاريخ الحكومات الإسرائيلية، لبرز لنا اسم بنيامين نتنياهو أكثرَ الشخصيات اعتلاء لمنصب رئيس الحكومة في إسرائيل، فقد حكم إسرائيل مدة خمسة عشر عاما تقريبا.
 
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق جلعاد أردان, ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
 
و نتنياهو ذو الواحد و السبعين عاما، و لد في تل أبيب عام ١٩٤٩م أي بعد النكبة بعام، لأب من أصل  بولندي، متزوج و له من الأبناء ثلاثة.
في عام ١٩٨٢م عين نتنياهو في أول منصب دبلوماسي مبعوثا سياسيا لسفارة إسرائيل في الولايات المتحدة، ثم تدرج في المناصب حتى وصل إلى رئاسة حكومة إسرائيل عام ١٩٩٦م.
و بالعودة لمدة رئاسة نتنياهو للحكومة، لم تكن هذه المدة متصلة، بل كانت على فترتين، كانت الفترة في أواخر القرن الماضي و التي كانت بين ١٩٩٦م – ١٩٩٩م،تولي خلالها نتنياهو الرئاسة خلفا لشمعون بيريز رئيس حزب العمل آنذاك.
و الفترة الثانية كانت بدايتها في نهاية العقد الأول من القرن الحالي و بالتحديد في ٢٠٠٩م ؛ و امتدت حتى وقتنا الحالي، ليسجل نتنياهو نفسه أكثرَ رئيس حكومة يحكم إسرائيل بشكل عام، و أكثر رئيس حكومة في إسرائيل يحكم في فترة متصلة و هي الأحد عشر عاما الماضية.
لو طالعنا تاريخ الحكومات الإسرائيلية، لبرز لنا اسم بنيامين نتنياهو، أكثرَ الشخصيات اعتلاء لمنصب رئيس الحكومة في إسرائيل، فقد حكم إسرائيل مدة خمسة عشر عاما تقريبا.
 
نتنياهو لم يكتف بكل هذه السنين، بل لايزال يحاول جاهدا أن يزيد رصيد سنينه في حكم إسرائيل فترة انتخابية جديدة و يعزز رقمه الحالي، و قد أعلن نتنياهو نفسه فائزا في آخر انتخابات إسرائيلية بالرغم من عدم حصول حزبه على مقاعد تمكنه من تكوين حكومة ائتلافية.
 
الانتخابات الأخيرة هي الثالثة خلال عام، و هذا لم يحدث في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية، حيث استطاع نتنياهو بإفشال كل المحاولات في الوصول بحكومة ائتلاف إلي بر الامان.
رافضا كل المحاولات التي دعته إلى التخلي عن رئاسة الحكومة حتى و لو لنصف المدة، لكنه رضخ و بعد ضغوط  من أطراف عدة لتشكيل حكومة بالتناوب مع بيني غانتس. 
 
فعل نتنياهو هذا، جعل الأوساط الإسرائيلية تشبه بحكام العرب، الذين لم يلبثوا أن يصلوا للكرسي و ألا يتشبثوا به، لا يزيحهم عنه إلا الموت أو الانقلابات العسكرية، و المصير في كليهما واحد.
 
نتنياهو المنتشي أخيراً بصفقة التطبيع مع الأمارات؛  و المفتخر دوما بما يحققه من تقدم في علاقات إسرائيل مع العرب.
 
يواجه حاليا تهما في الفساد قد تنهي حياته السياسية، يسعى جاهدا لحل الكنيست و خوض انتخابات كنيست جديدة، آملا هذه المرة ان يستطيع كسب الانتخابات بعدد مقاعد يضمن له تشكيل حكومة دون أي ازعاجات، و يضمن له فترة رئاسة جديدة تعزز رقم حكمه السابق لإسرائيل و تجعل منه فرعون إسرائيل و أطول حكامها في تاريخها الحديث؛ منصبا نفسه فرعون لإسرائيل الجديدة. 
 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها