فلاش باك ضروري لفهم ثنائية القصبي و”إم بي سي”

مسلسل "مخرج 7" به مشاهد تؤيد إقامة علاقات اقتصادية وثقافية مع إسرائيل وتصف الشعب الفلسطيني بالعدو

وجد ناصر القصبي ضالته المفقودة من خلال مسلسل “سيلفي ” الذي بدأ الجزء الاول الأول سنة 2015 رغم أنه لم يحمل شيئا جديدا عن تجاربه الماضية إلا أنه حصد الوقت الذهبي في العرض.

قبل أن يتم “تلقف ” بعض عناوين حلقات مسلسلات الفنان السعودي ناصر القصبي في الآونة الاخيرة، و تصنيفها تحت بنود “براقة ” وعريضة ؛لابد من أن نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلا.

وتحديدا بعد انفصاله الشهير مع عبد الله السدحان، وبالتالي أنتهاء مرحلة “طاش ما طاش ”، التي أمتدت لتصل إلى 18 موسما،حققت خلالها نجاحات منقطة النظير تجاوزت الشق المحلي لتصل للعالم العربي.

عبرها يتعرف المشاهد العربي على أسماء فنية سعودية؛ لكن ماذا بعد هذه التجربة المثمرة وبالأخص الحديث السائد حينها وهو تفوق موهبة أحد أقطاب هذا الثنائي على الأخر.

والأغلبية كانت تردد وقتها أن عبد الله السدحان الأكثر نضجا، وهو من يتحمل  العمل وحده في ظل التفاوت الواضح مع الطرف الثاني الممثل في ناصر القصبي!

عموما هذه “نظرية ” أو تقويم عرف في تلك الفترة، وبعد انفصال الثنائي كحال أغلب الثنائيات الناجحة في وطننا العربي، وشق كل واحد طريقه الخاص رافق التخبط مسار ناصر القصبي لكنه ظل يبحث (وهذه نقطة تحسب له). 

فبعد سلسلة “واي فاي ” و “أبو الملايين ” اللتين لم تحققا المأمول، وفي ظل الإخفاق الذي رافق أيضا عبد الله السدحان عبر الضفة الأخرى كان البعض يمني النفس بلم الشمل والعودة للعمل معا.

لكن  القصبي وجد  “ضالته المفقودة ” من خلال مسلسل “سيلفي ” الذي بدأ  الجزء الأول منه سنة 2015 رغم أنه لم يحمل شيئا جديدا عن تجاربه الماضية؛ لكن هناك حدث أخر  يصح وصفه بأكبر المستفيدين منه مجسدا في  “الرجة ” التي حدثت في المملكة وتحديدا واقعة “الريتز ” المعروفة وما تلاها من “تنازلات ” غيرت الكثير في شبكة ال(mbc) لتصبح أقرب “للناطقة ” باسم النظام السعودي وبالأخص توجهات ولي العهد.

تجربة العاصوف- التي دعمتها mbcبكل ثقلها وهي التي تمثل تجسيدا حرفيا لدعوات ولي العهد السعودي وفق ما يسميه التغيير  بالمملكة.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت مسلسلات القصبي تعرض في وقت الذروة وبحملات دعائية ضخمة وتحولت حلقات أجزاء سيلفي  لتصبح أقرب لنشرات أخبار قناة “العربية “.

ونذكر هنا على سبيل المثال الحلقة التي صورت في 2017 للهجوم على قطر مع العلم أن حلقات العمل اكتملت قبل رمضان، وسلمت لقناة  ؛ فمتى تم إنهاءها والكل يعرف تاريخ بداية الحصار؟

وتلتها حلقات أخرى عن السنة والشيعة، وثالثة عن اللاجئين السوريين بالإضافة إلى مهاجمة “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ” وما يجمع بين كل هذه الحلقات هو الطرح الفضفاض  والمعالجة السطحية.

ولعل هذا النهج مازال متواصلا حتى اليوم في مسلسل “مخرج 7 ” والدعوات للتطبيع مع الصهاينة.

وقبل أن نصل لهذه النقطة دعونا نمر أيضا على تجربة “العاصوف ” التي دعمتها mbc- بكل ثقلها وهي التي تمثل تجسيدا حرفيا لدعوات ولي العهد السعودي وفق ما يسميه “التغيير ” بالمملكة.

وها هو ناصر القصبي يواصل تربعه  وحجزه  لوقت “الذروة ” في الشبكة السعودية رغم أن هذه الفترة كانت قبل سنوات مضمونة لأعمال وأسماء عربية أخرى مثل عادل أمام، ومسلسلات مثل باب الحارة وغيرها من الإنتاجات العربية الأخرى.

وهذا ما يزكي “الثورة ” الحاصلة في المحطة بعد فترة احتجاز مديرها وليد الإبراهيم.

كل ما سبق يقودنا لما نحن عليه الآن،  وكل من يستهجن ويستغرب ما يطرحه ناصر القصبي في عمله الجديد “مخرج 7 ” عليه أن يعرف مليا الخطوات السالفة الذكر التي أوصلتنا للنتيجة الحالية التي تفيد بأن ثنائية القصبي والـmbc مرشحة للاستمرار طويلا.

وهي تعكس فعليا السياسة الرسمية السعودية رغم أن الصورة الفنية التي تظهر عليها هذه الوصفة تبدو “ضعيفة ” للغاية لكن المهم لديهم هو ردود الفعل الصاخبة على    وسائل التواصل الاجتماعي وأثارة الجدل وإيصال الرسائل المراد إيصالها ..فهل مازال مجديا الاستغراب مما نشاهده في مسلسلات هذا الفنان ؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها