فقط لأنهي الحوار

سُئلت سؤالاً أربكني:

هل يوجد في بلدك مساواة؟

أجبت بحروف مرتبكة، امم نعم، أو لا.

في الحقيقة لا أظن!!

لاحقتني بالسؤال الثاني.

من هم المستضعفون في بلدك؟

أجبت: دعيني أفكر.

قد يكون النساء، أو الأجانب، أو المسيسون.

الحقيقة هم كثر.

،،،،،

الأطفال مستضعفون وبرغم حبنا للتكاثر لكن غالباً ما يُنظر إليهم كمصدر للإزعاج والفوضى!

النساء مستضعفات خاصةً في القرى.

فهن مكلفات بمجهود بدني لا يُطاق وفرصهن في الحياة قليلة.

وأهالي الريف مستضعفون من أهل المدينة.

فغالباً ما يحكم عليهم بالتخلف والرجعية.

والمتدينون يراهم البعض إرهابيين وفي أفضل حال متشددين.

والمسيحيون يراهم المتشددون أعداء.

والعساكر يرون المدنيين أقل منهم في الحقوق!

والأغنياء يعيشون في مجتمعات منغلقة صنعوها لأنفسهم متجنبين أية معايشة بينهم وبين البسطاء.

وأصحاب الحرف في أوطاننا نحذر أبناءنا من الفشل في دراستهم حتى لا يصيروا منهم يوماً ما.

كبار السن يراهم البعض ذوي عقليات قديمة لا تصلح.

والشباب ينظر إليهم كأجيال تافهة.

يا سيدتي، قد تتعرض إحداهن لإقصاء لأنها لا تجيد أعمال المنزل.

أو يتعرض أحدهم لنعوت مشينة لكونه يُعلي من شأن زوجته ويشاورها في أموره.

وحدث ولا حرج إن أنجبت امرأة جميلة فتاة أقل جمالاً.

وإن وُلد فتى صبي بعينين زرقاوين وشعر أشقر وكان أبيض البشرة!

أو إن اختار أحدهم لابنته اسماً غير مألوف.

ناهيك عن النعوت التي ينادى بها ذوو الأجساد الممتلئة.

والسخرية التي ينالها صاحب أي ذوقٍ مختلف.

،،،،،،

يا سيدتي:

نحن لا نعرف ما المساواة.

لاحقتني بأسئلة عديدة عن لماذا وكيف وحتى متى؟

أجبتها بكلمات لا معنى لها.

فقط لأنهي الحوار!

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها