فضفضة على وقع رسائل الأسرى

 

• القاعدة في رسائل السجون أنها كلها صحيحة (مالم يقم دليل واضح على إثبات العكس) فلا ينبغي التعامل معها من منظور التشكيك على طول الخط مهما حملت من زفرات وآهات وهنات فما هم فيه يفوق الخيال ولا يتحمله قلب بشر.

• آلام الناس في السجن معلومة ولا تحتاج دليل يثبتها.

• مقتل الرئيس مرسي بين صفوفهم كسر ظهورهم وآلم قلوبهم؛ فبرغم أنه كان أسيراً بينهم إلا أنه كان يُمدهم بمدد الصمود بكلماته ومواقفه وثباته وزاد الطين بلة تعاملنا المهتز مع قضيته.

• أسرى اليوم هم أسرى الأمس الذين نفذوا انتفاضة السجون بكل تحدٍ فلا ينبغي أن يزايد عليهم مزايد وألا يتهمهم أحد بخوار أو تنازل أو تراجع.

• لما قلت وتيرة العمل الثوري بالداخل والخارج وهدأت حدة الحراك انكشف ظهر الناس بداخل السجون وأصبحوا في مواجهة مباشرة غير متكافئة مع من لا يرحم واستأسد عليهم سدنة الانقلاب كبيرهم وصغيرهم بلا معقب ولا رادع.

• استمرار – الافتراء –  في تصنيف الأسرى والتأكيد على وجود من مارس العنف بينهم جعل الجميع عرضة لتصنيف الانقلاب على هواه فيبطش بالجميع ويهلك الجميع بفِرية ألقاها من لا يتق الله ولا يعلم قدر ما يقول ويصف الناس بما ليس فيهم لوعد تلقاه أو لأمر ينتظره.

• ملف المعتقلين ملف ثورة كلما أخرجناه من معادلتها كلما عاد علينا بالخسران وكلما عاملناه منفردا بلا إطار ثوري سياسي جامع كلما أصبح خنجرا في ظهرنا لا يستفيد منه إلا الانقلاب.

• الانقلاب يدير شؤونه بمنطق (الحرب العسكرية) التي لا سياسة فيها ولا (هدنة) طالما شواهد (الانتصار المظفر) قائمة ولا يقيم (للعدو) وزناً إلا بأوراق الضغط التي يمتلكها فإن فرغت يداه منها أكله واضطره للاستسلام بمنطق (عسكري) بحت؛ فما بالك لو أصر معسكر الثورة على التفريط في مواطن قوته بنفسه وحاربها وقتلها كالدبة التي قتلت صاحبها!

• غسل أيدينا من ملف الأسرى وأنهم يتحملون وحدهم مسؤولية أنفسهم إن أرادوا صمدوا وإن رغبوا في الصلح صالحوا وخرجوا.. فوق أنه استخفاف بالعقول هو جرمٌ في حقهم وحقنا وظلمٌ بيّن لقضيتهم وقضيتنا وعلى الجميع الرُقي والرُشد والإنصاف وينبغي ألا تَذهب المصيبة بعقول الرجال وألباب العقلاء.

• السبب الرئيس في معاناة الأسرى هو الانقلاب، وهناك أسباب ثانوية تتعلق بالتقصير وعدم السعي؛ لكن من الحق ألا يحل أحد محل صاحب الجريمة وألا نخفف من جرمه ونساعده على غسل يديه منها.

• المصالحة مع الانقلاب من رابع المستحيلات لكونه منتصرا لا يسعى إليها بأي حال وذكرها من قريب أو بعيد من معسكر الثورة لا يعود بالنفع سوى على الانقلاب كما أنها تحمل كم من المهانة لا يليق بمن استشهدوا في سبيل الله بطريق حريتهم ومن ظلموا وما زالوا والبحث عن حلول خارج هذا الإطار من إعادة امتلاك أوراق ضغط أسلم وأنجع.

• فيما يخص سجناء الإخوان كانت السجون طوال الوقت بعيدة عن شواغل (الخلاف الإخواني) حتى أصر البعض على إدخالها في أتون معركته ليربحها بأجساد السجناء دون مراعاة مصيبة تصنيفهم عليهم أولا فأصبح للسجن مرجعيات مختلفة بدل المرجعية الواحدة التي كانت بمفردها وبمجرد وجودها مصدر قوة وورقة ضغط لهم ضد سجانيهم فكلمة الكبير مسموعة أما الآن ففي كثير من الأحيان لا تجد ذلك.

• الاعتراف بالتقصير أولي من الاستمرار في الكبر وعدم الاعتراف بالواقع والسير بمنطق (إحنا زي الفل والنصر جاي جاي ) لن يأت بخير ولن يكون مزيد من الانتظار بلا عمل حلاً في المستقبل كما لم يكن حلا في الماضي .

• لجميع المعضلات حلول إذا تضافرت الجهود وحسنت النوايا واعتبرنا من بالسجون هم واجب الجميع وليس فصيل بعينه فهؤلاء حبسوا في سبيل ربهم وما يؤمنون به، وفي سبيل حريتنا وحريتهم وكرامتنا وكرامتهم.

• صمود كثيرين داخل السجون ليس دليل نصر وإنما توفيق من الله لهم وتثبيتاً وضعف كثيرين داخل السجون ليس دليل خيانة للقضية وإنما موافقة لنفس هلكت بطول الأمد وتجمد الأوضاع، وفي كل الأحوال لا نستطيع تصنيف الأسري هذا صامد وهذا واهن وإنما يتقلب المرء في السجن بين القوة والضعف وفق متغيرات الحال وزيارات الأهل والصحة والمرض وما نعلمه ومالا نعلمه من حديث النفس والشيطان وفعل أهل الظلم فلا تجمعوا على الناس مظلمتين: مظلمة سجنهم ومظلمة تجاوزنا في حقهم.. فليلزم الجميع غرسه.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها