فجوة في التعامل بين الكبار والشباب في السودان

هل هنالك فجوة بين جيل الكبار والشباب؟؟؟ وهل هنالك عدم ثقة بينهم؟؟؟ وإذا كانت هنالك فجوة ماهي الأسباب والمسببات التي أنتجتها؟ وإذا اعترفنا بوجودها …تصبح مشكلة اجتماعية مثلها ومثل العلة للجسم المريض فكيف نفحص نسيج جسمنا الاجتماعي إن صح التعبير وكيف نضع الدواء الناجع؟

وأريد أن اكتب رأي بموضوعية علي حسب رؤيتي للموضوع ولا أحب أن أنحازلأي طرف لأننا نريد أن نمس على موضع العلة عند الكبار والصغار، وأطرح هذا الموضوع للنقاش.

1/ أولا إذا بدأت بالكبار فتجدهم أحيانا يعتمدوا على خبراتهم التراكمية في التعامل مع كثير من القضايا العامة إذا كانت اجتماعية فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية وحسن الاختيار لا أبنائهم أو بناتهم أو في مجال العمل السياسي ولا نجحد فضلهم وثقافتهم العالية وتمسكهم بالعرف، ولكن هذا في بعض الأحيان يجعلهم يغتروا برأيهم ويضعوه في موضع الصواب دوما وينظرون للشباب وكأنهم غير مؤهلين لرفع الراية، وهذه الثقة الزائدة في أنفسهم تجعلهم
وكأنهم معجبين برأيهم ومغرورين، وإذا جعل المسلم حياته كلها لله وجعل مشاركاته ومساهماته الأدبية والعلمية والفكرية والاجتماعية عبادة لله فلا يعجب بدوره مهما كان كبيرا وفاعلا و رب طاعة تجعل صاحبها يغتر بها وتدخل في نفسه الكبر وتدخله النار ورب معصية تجعل صاحبها نادم وتائب وآيب فتقربه من ربه وتدخله الجنة وليتنا نعرف عيوبنا فنقومها ، ومن الغرور ما يجعل كثيرا من شيوخ القرى ولجانها وقيادة أحزاب مستمسكين بالقيادة رغم بلوغ الواحد منهم الكبر وأحيانا إلي الثمانينات ولا يقبل أن يسلم الراية إلي أن يموت وكأنه معصوم.

والأجدر بالكبار أن يتعلموا من الحياة وأن يبذروا بذرة الخير بتأهيلهم لجيل الشباب لتكون ثمرة تعليمهم تداول الراية
من جيل إلي جيل كسنة حسنة لهم أجرهم وأجر من يسلك طريقهم ممن يتعلم منهم إلي يوم القيامة

2/ ولكن بالمقابل إذا أصبح الشباب رغم تعليمهم ونيلهم للشهادات لاهين وغير جادين في حياتهم العامة وكأنهم لا يحملون همّ المجتمع وتجد أكثرهم منشغلين بأخبار الرياضة ولا يهمهم أن يشاركوا في تكون أية كيان اجتماعي فاعل إلا بقدر بسيط، تاركين المجال لغيرهم وتجدهم في كثير من الأحيان يقفوا عاجزين عن سد الثغرات في العمل العام إذا غاب الإمام عن الجمعة أو إذا أتى زائرا أو في أية احتفالية أو قيادة حراك اجتماعي فعدم تقدم الشباب في مثل
هذه المواقف يجعل المجتمع غير واثق بدور الشباب وحينما يتقدم الكبار في عمل الجمعيات الخيرية ويقف الشباب موقف المتفرج والناقد، وأحيانا لا يصبر على عزل المجتمع لهم أو عدم تقديمهم ويجب علي الشباب إلي أن يتجملوا بالصبر ويثقفوا أنفسهم ويرتادوا كل المجالات ويتحملوا التهميش في بعض الأحيان، إلى أن يتأهلوا ويرفعوا الراية، وكما قيل الحق ينتزع ولابد للشباب يطالبوا بحقوقهم كما حصل عند قدوم وفد قوم من الوفود بقيادة شاب لسيدنا
عمر بن عبد العزيز وحاول سيدنا عمر أن يثنيه ويعطي الفرص في التحدث للكبار فقال له لو كانت بالعمر يا أمير المؤمنين لكان في الناس من هو أكبر منك وأولي بالخلافة مما جعل سيدنا عمر يمنحه الفرصة ويستمع إليه ويكرم وفادته التي مثلها أحسن تمثيل.

عبد الجليل أبو عاقلة محمد
سوداني مقيم بالسعودية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها