عبد الرحمن الشواف يكتب: شاهد على محرقة النهضة (1-5)

بعض المعتصمين مازالوا داخل الخيام في حديقة الأورمان فتأتي طائرة علي ارتفاع لا يزيد عن 10 إلي 15 متر تفتح علي الخيام النار تم ترمي علي الخيام القنابل. يتبع

د. عبد الرحمن الشواف اثناء اعتقاله من بعد فض اعتصام النهضة

سيقف التاريخ كثيرا ليدون ما حدث في هذا اليوم وربما لن يستطيع أمام هذا العدد الضخم من المصابين, إصابات خطيرة في الصدر والرأس والبطن خلال فُض اعتصام النهضة بالقرب من ميدان الجيزة, المصابون والقتلى يملئون المستشفي ونحن نحاول إنقاذ ما يمكن, ولكن لأول مرة في تاريخ الإنسانية يكون هدف قوات الفض هو ضرب وحرق المستشفي الميداني, وإخراجنا نحن الأطباء منها.

وعندما طلبنا أن نخرج المرضي رفضوا وهددوا بقتلنا إن لم نخرج وتركوا المرضي ليموتوا حرقا ولم يخرج من المصابين إلا من يستطيع السير فحاولنا علاج البعض خارجها وربما رصدت بعض الفيديوهات جزء من المشهد الدامى.

خلال عملية الفض وقعت العديد من المشاهدات التي توقفت عنها وأردت تسجيلها كان أولها لأم تحمل طفلها الذي لا يتجاوز عمره العام مختنق من الغاز ويتم إسعافة بالأكسجين والحقن فيبدأ الطفل في التنفس, وفجأة بدون مقدمات يأتي جندي من خير أجناد الارض فيلقي قنبلة غاز بجوارها  فالمسافة بينه وبين الأم وطفلها لا تتجاوز الـ 10 أمتار فيختنق الطفل ويموت علي يد أمه.

مشهد أخر: بعض المعتصمين مازالوا داخل الخيام في حديقة الأورمان فتأتي طائرة علي ارتفاع لا يزيد عن 10 إلي 15 متر تفتح علي الخيام النار تم ترمي علي الخيام قنابل حارقة فيموت المصابين بالداخل حرقا (وهم من ظهروا في الصور محترقين).  

سريعا كان الفض وإنهاء كل ما به من حياة ، كما كان سريعا القبض علينا ونقلنا إلى سجن وادي النطرون في عربة ترحيلات محشور فيها 50 فرد وهي لا تستوعب أكثر من 20.

أول مشهد داخل السجن يبدأ بالتشريفة, صفان من العساكر وأمناء الشرطة والضباط مع كل واحد ما تيسر من خرطوم أو خشبة أو حزام وحتي قضيب الحديد ونحن نمر بين الصفين ويتم الضرب مع ما تيسر من الشتائم القبيحة ثم يتم خلع الملابس وتبقي فقط بالأندر ويتم حلق الشعر والذقن مع الأهانة المبالغ فيها.

د. الشواف يسعف المصابين قبل اعتقاله

المشهد الثاني: معنا الدكتور.. ؟؟ أستاذ في معهد البحوث الزراعية يستدعيه أمين الشرطة ونحن في الساحة بعد الضرب وخلع الملابس, يسأله بتشتغل إيه يابن الكلب, فيرد ويقول دكتور يافندم . .دكتور علي نفسك يا إبن….., ويتم ضربه مرة ثانية, بعد شوية دكتور فين يابن…..؟؟, في المركز القومي للبحوث يا فندم, اللي حرقتوه ياولاد الكلب (لم يحرق) ويتم ضربه للمرة الثالثة, بعد شوية فين المركز ده يابن….؟؟ اللي جنب الجامعة يافندم بجوار مدرسة …, انت لسة هتشرح يابن…..؟؟ ويتم ضربه للمرة الرابعة.

المشهد الثالث: نصعد الزنازين بالدور الثالث وكنت فقدت نظارتي أثناء حفل الاستقبال, ولا أري جيدا, وأثناء تدوين الأسماء كنت حريص علي التبسم للشباب والربط علي كتفهم لرفع روحهم المعنوية فأنا أخوهم الكبير, فيراني النقيب إسلام فيقول لي وأنا في سن والده أنت بتضحك ليه يا …..؟؟ انزل التأديب تحت وانتظرني, ولحسن الحظ أقابل أمين شرطة كان لسه عارف وظيفتي فيقول رايح فين يادكتور؟ قلت للتأديب حسب طلب النقيب إسلام فيردني مع عسكري ويقول له قول للنقيب إسلام لا تتعرض للدكتور عبد الرحمن, هذا الأمين هو وواحد تاني كانوا الوحيدين اللي تعاملوا معنا باحترام, والآخر كنت بحكي له عن الضرب والشتائم اللي تعرضنا لها فبكي.

 

الدكتور. عبد الرحمن الشواف
المسئول عن المستشفي الميداني باعتصام النهضة

وسوف ينشر موقع الجزيرة مباشر على مدار الأيام القادمة حلقات شهادة د. الشواف على المذبحة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها