عام على الحصار الظالم لقطر!

يحقدون على قطر لأنًها وقفت إلى جانب الشعوب العربية المقهورة إبان الربيع العربي في العام 2011 وفتحت بلادها للهاربين من بطش الأنظمة القمعية، لا أحد ينكر أن الدوحة أصبحت قبلة المضيوم

مر عام على حصار قطر ولم تكسب دول الحصِار سِوى مزيد من الخسائر، كلنا نتذكر كيف بدأت قصة الحصار الظالم على قطر.

بدأ الحصار من خلال اختراق وكالة الأنباء القطرية “قنا” في 23 مايو2017 من قبل المخابرات الإماراتية ونسب مقولات لأمير دولة قطر على موقع الوكالة القطرية. كانت هذه الخطوة هي الفزاعة لفرض حصارا ظالما على شعب قطر الشقيق.

كان لدى دول الحصار مخطط متكامل يشبه سيناريو صدام حسين في الكويت في تسعينيات القرن الماضي، جهزت دول الحصِار شخصية قطرية مقيمة في الخارج لقيادة دفة الحكم في قطر بعد تغيير النظام القطري الحالي بالقوة.

اعتقدت دول الحصار أنَها ستغير النظام القطري بكل سهولة ويسر في خلال 72 ساعة، وأعدوا خطة ظالمة لاقتحام الدوحة، وقاموا بخطوات مباغتة ومفاجئة من خلال إغلاق المجال البري والجوي والبحري في وجه الشعب القطري الشقيق، وسحبوا سفراء دولهم من قطر، وأغلقوا سفارات قطر في بلدانهم.

كانت هذه الخطوات مقدمة للاقتحام البري. تدخل أمير دولة الكويت وشرح للحكومة السعودية مدى خطورة الإقدام على خطوة كهذه، أي مهاجمة دولة قطر، وكيف ستدخل المنطقة برمتها في صراع دموي، وقد صرح بذلك أمير الكويت في أحد المؤتمرات الصحفية بأنه أوقف حربا كانت وشيكة ضد قطر.

أما بالنسبة لقطر فقد كانت جاهزة لكل الاحتمالات وأكدت منذ الساعات الأولى لبدء الحصار أنها لن تتخلى عن سياستها الخارجية وستقطع اليد التي تحاول أن تنال من دولة قطر.

شعرت قطر بمدى الخطورة والحقد الذي يكنه قادة دول الحصار لها فاستدعت حليفها القوي الأمين لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك في أقرب وقت ممكن، لبى الرئيس التركي الدعوة وعقد مجلس النواب التركي جلسة طارئة ووافق على إرسال قوات تركية بشكل فوري إلى قطر.

شكلت هذه الخطوة من قبِل تركيا دعما قويا لدولة قطر الشقيقة وجعلت قادة الحصِار يحسبون لخطوة تركيا الشجاعة ألف حساب، فإذا قامت دول الحصار بمهاجمة قطر، فسيكونون في مواجهة مع الجيش القطري والتركي والشعوب العربية المقهورة الذين لو تفجر الصراع فسينضمون للدفاع عن قطر بكل تأكيد.

علاوة على ذلك، تحركت الدبلوماسية القطرية الناجحة والمتوازنة وزارت أغلب بلدان العالم ووضحت للعالم بعدالة قضيتها، وكسبت قطر دعما دوليا ومحليا وإقليميا، واكتشف العالم أن الدول الأربع المحاصِرة لقطر يقودها مراهقون وقائد انقلاب دموي فاشل ولا يحترمون سيادة الدول وأن ما يقومون به من أعمال ضد دولة قطر هو عبارة عن بلطجة ولا أساس لاتهاماتهم الموجهة لقطر من الصحة.

حاولت دول الحصار ربط الإرهاب بقطر وأنها تمول وتدعم الجماعات الإرهابية! لكنهم لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم الشيطانية لأن ما بُني على باطل فهو باطل، ولم تكن قطر يوما ما مساندة للإرهاب وإنما كانت نصيرا للمظلومين.

يحقدون على قطر لأنًها وقفت إلى جانب الشعوب العربية المقهورة إبان الربيع العربي في العام 2011 وفتحت بلادها للهاربين من بطش الأنظمة القمعية، لا أحد ينكر أن الدوحة أصبحت قبلة المظلوم وعاصمة سياسية لها تأثير قوي على مجريات الأمور في منطقة الشرق الأوسط. فعندما استجار المظلومون بقطر رحبت بهم وفتحت لهم أبوابها، لم ولن ينسى العرب مواقف دولة قطر الأخلاقية والقومية والدينية تجاه المظلومين مهما حاول البعض نكران تلك المواقف المشرفة. ولم يكن قادة دول الحصار يتوقعون أن تواحه قطر مشروعهم التدميري ولن تستسلم لشروطهم المهينة. قالت القيادة القطرية بالحرف الواحد “لن نتنازل عن سيادتنا وسياستنا الخارجية وسندافع عن وطننا حتى آخر لحظة.” شعر قادة الحصار بالخيبة وتمنَوا أنهم لم يقوموا بتلك الخطوات الظالمة ضد قطر.

لم يفهموا أن أمير قطر وشعبه يتمتعون بكبرياء عظيمة. ويقول جان جاك روسو “إن احترام الذات هو محرك للنفوس العزيزة”. احترمت قطر ذاتها ولذلك، لم تفرط في سيادتها وكانت مستعدة ولا زالت للتضحية بكل غال ونفيس من أجل سيادتها وكرامة شعبها .

لم يتحقق للدول الأربع المحاصِرة سِوى الخيبة والندامة والخسائر المادية والمعنوية والسياسية والشعبية.

أولاً: لم يتحقق من مطالبهم ولا مطلب واحد لأنها مطالب غير مشروعة.

ثانياً: اهتزت مكانة السعودية في الوطن العربي والعالم الإسلامي بشكل عام بسبب حصارها الظالم لدولة قطر خصوصا وأنها الدولة الوحيدة في دول الحصار التي تمتلك حدودا برية مع قطر.

ثالثاً: توقف مجلس التعاون الخليجي وأصبح مؤسسة عديمة الفائدة.

رابعاً: أكتشف العرب مدى خُبث دولة الإمارات وكيف تقرصنت على موقع وكالة الأنباء القطرية وأن هذه الدولة هي وراء كل كارثة في الوطن العربي.

خامساً: هناك خسائر اقتصادية فادحة لدول الحصار خاصة دولة الإمارات.

أما بالنسبة لدولة قطر فقد أفشلت الحصار وحولت المحنة إلى منحة.

أولاً: لم تتأثر قطر بالأزمة إلا بشكل بسيط وقد أكد هذه المعلومة مراكز الأبحاث المتخصصة في الشأن الاقتصادي حيث “زاد احتياطي النقد الأجنبي لقطر 2.9 مليار دولار إلى 17.7 مليار وفق ما ذكره بنك اتش.اس.بي.سي” مطلع الربع الأول من هذا العام”.

ثانياً: أكتسب شعب قطر الشقيق دعم الشارع العربي والدولي.

ثالثا: بدأت قطر تبحث عن طرق أخرى للاكتفاء الذاتي وقد نجحت في ذلك بشكل شبه كامل.

رابعاً: قامت قطر بصناعة دبابات ومصفحات في أقل من سنة.

خامساً: نجحت الدبلوماسية القطرية في كشف الوجه الحقيقي لقادة دول الحصار وأهدافهم غير الموفقة وغير المشروعة من وراء ذلك الحصار الظالم. وهناك مكاسب أخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها في هذا المقال.

وهكذا يتضح وبما لا يدع مجالا للشك أن الدول التي تتصرف بحنكة واقتدار وتقف إلى جانب المظلومين وتحترم شعبها دائما تنتصر وقطر واحدة من هذه الدول.

حفظ الله شعوبنا العربية المظلومة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها