عالم ما بعد كورونا

اللوحة المعبرة عن الامتنان الكبير للفرق الطبية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد
اللوحة المعبرة عن الامتنان الكبير للفرق الطبية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد

أظهر العالم تلاحم وتكاتف منقطع النظير في سعيه للقضاء على الجائحة التي تكاد تفتك به، وبلا شك أن العالم أصبح نافذة صغيرة تطل كل الدول على بعضها البعض.

ربما يسير العالم الآن لإعطاء مفهوم جديد على غرار المفاهيم الفلسفية أو السياسية، فالعالم شهد العديد من المراحل التي اجتاحته وأثرت في تركيبته  وتوقفت عندها البشرية بالتفسير والتحليل.

فالعالم ما بعد الحداثة يعالج إشكالية الحداثة، ومحاولة تقديم النقد الممنهج لتك الفترة، والتي وبحسب محاولة فريدريك جيمسون- في سعيه لإعطاء مفهوم سياسي فكري أدبي لمفهوم ما بعد الحداثة بوصفه أنها “المنطق الثقافي المهيمن للرأسمالية المتأخرة”  .

وهناك مفهوم سياسي فلسفي أيضا ذو أهمية تاريخية تشكلت على قواعده رؤى فكرية وثقافية وسياسية تتمحور تحت مسمى عالم ما بعد  الكولونيالية، أو بمعنى آخر عالم ما بعد الاستعمارية وتسلط الإمبريالية وتأثيرها على العالم .

كل هذه المفاهيم وغيرها برزت نتيجة رد فعل عنيف نقدي في المقام الأول توجه إلى تجاوز هذه المراحل والبدء في مراحل جديدة أكثر ارتباطاً بالإنسان وحقوقه وحرية فكره.

أظهر العالم تلاحم وتكاتف منقطع النظير في سعيه للقضاء على الجائحة التي تكاد  تفتك به وبلا شك أن العالم أصبح نافذة صغيرة تطل كل الدول على بعضها البعض.

والعالم الآن يشهد حالة من الرعب بسبب انتشار فايروس كوفيد19 والذي يعرف بالكورونا هذا الفيروس الفتاك والذي استطاع أن يصيب مئات الآلاف من البشر حول العالم أصبح المسيطر الجديد على سياسة العالم واقتصاده بل حتى رؤيته  الإنسانية في المقام الأول .

أظهر العالم تلاحم وتكاتف منقطع النظير في سعيه للقضاء على الجائحة التي تكاد  تفتك به، وبلا شك أن العالم أصبح نافذة صغيرة تطل كل الدول على بعضها البعض.

والانشغال عن حالة الأمة يعد جريمة!! والأمة هنا أعني بها العالم أجمع، لو أننا سعينا لإعطاء مفهوم جديد عن معنى الأمة الذي هو يرادف دائماً في نظرنا الأمة الإسلامية.

وهنا تشتغل المفاهيم وتشمل حيزا جديدا يتسع ليشمل معنى أوسع من معناه الضيق بحيث يشمل كل الأمة الإنسانية خلاف ذلك المفهوم الذي يؤطر لمعنى معين وحيز معين سواء كان هذا الحيز مكاني أو زماني أو معتقد فكري يخضع كغيره من الأفكار لتحليل سيميوطيقي دلالي؛ ليدل على عدد من الناس تجمعهم قضايا حياتية مفارقة للقضايا التراثية التي تشكلت على أساسها الفرقة أو التنازع والذي نتج عنه الحرب والدمار وغيره لتتجاوز كل ذلك نحو تشكيل جديد لمعنى الأمة لتعبر عن حال  عدد من الناس تجمعهم روابط أدت لتجمعهم أو اتحادهم بسبب كارثة طبيعية أو غير طبيعية لتشكيل تحالف جديد يماهي التحالف بمعناه الأممي .

أو بمعنى مغاير ،يتمثل في تحالف يتجاوز المسمى التاريخي للأمم المتحدة ليعرف بمعنى أكثر ترابط كأمة متحدة واحدة ، في عالم ما بعد  الحداثة ،عالم ما بعد التكنولوجيا، عالم قد يشهد إعادة النظر في موازين القوى المسيطرة لتصعد دول،و تترنح أخرى اقتصاديا أو دينميكياّ في تعدادها السكاني، أو اعتراف دول بمعتقدات دول أخرى واحترامها وهكذا تتغير  موازين العالم ليصبح العالم عبارة عن أمة قد يكتب التاريخ ذلك في يوم ما وإلى ذلك اليوم سيؤسس العلماء والمفكرون عصرا جديدا ربما يكون فكريا سياسيا يحمل رؤى جديدة للإنسان في عالم ما بعد كورونا.

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها