” صنع في الصين ” .. ما بين الماضي والحاضر والمستقبل

“الأموال هنا كثيرة أندية الصين تستطيع شراء أي لاعب تريده في أي وقت، يمكننا نقل رونالدو وميسي ونيمار وبيل وهاري كين ، يمكننا أن نقدم لهم روابط ضخمة ونمط معيشي لا يصدق” كان ذلك تصريحا لأحد أعضاء رابطة الأندية الصينية – رفض الكشف عن اسمه – بحسب ما ذكرت صحيفة ذا صن الإنجليزية.

التنين الصيني اليوم تمكن من سحب البساط من تحت أقدام الولايات المتحدة ودول الخليج بعدما أصبح قادرا على جذب نجوم الكرة العالمية بشكل عام والأوربية بشكل خاص، الفارق الوحيد أن الولايات المتحدة والخليج تستقطب النجوم الذين قاربوا على الاعتزال أمثال لامبارد وبيرلو وديفيد فيا.

الأمر في الصين مختلف تماما حيث نجد نجوما في قمة العطاء والتألق لا يقدرون على مقاومة الإغراءات المالية فيكفي أن تعلم أن لاعبا مثل البرازيلي أوسكار يحصل على راتب أسبوعي يقدر بـ400  ألف يورو !

الآن سيتبادر إلى ذهنك السؤال البديهي لما تفعل الصين كل هذا؟

لماذا كل هذا البذخ؟

هل فوز الصين بكأس آسيا أو حتى كأس العالم يستحق كل هذا الإنفاق الجنوني؟

الإجابة ببساطة تكمن في “توجه الدولة لذلك”، الدولة الصينية تريد ذلك، فالمتابع للشأن الصيني سيعلم أن المستثمرين ورجال الأعمال الصينين أصبح لهم ثقلا في المجالين السياسي والاقتصادي في البلاد ويحتاجون إلى سوق جديدة أو بمعنى أدق أرض خصبة للاستثمار وهو ما وجده في بيزنيس كرة القدم.

اهتمام الدولة الصينية بكرة القدم جعلت الرئيس الصيني شي جين ينغ يقوم بضخ 600 مليون جنيه استرليني في الاتحاد الصيني لكرة القدم لاستثمارها في اللعبة، الأمر الذي دفع الاتحاد الصيني لإعداد خطة اقتصادية بعيدة المدى لمضاعفة ذلك المبلغ بحلول عام 2025.

في السوق العالمية.. الصين تحكم !

الأمر لم يقتصر على الصين فقط، الصينيون ذهبوا بعيدا عن ذلك ففي إيطاليا مثلا استغل بعض رجال الأعمال الصينيين الضائقة المالية لناديي إنترناسيونالي وميلان وقاموا بشراء النسبة الأكبر من أسهم الناديين.

 التوغل الصيني انتقل لفرنسا فقاموا بشراء  جميع أسهم نادي سوشو  ووصلوا لجمهورية التشيك بشراء  أسهم نادي سبارتا براغ، الأمر لم يقتصر على إيطاليا وفرنسا والتشيك فحسب بل وصل التنين الصيني إلى البريميرليغ حيث قاموا بشراء 13  % من أسهم نادي مانشستر سيتي من مالكه الإماراتي خلدون المبارك وهو ما يعادل 2 مليار دولار !

حملات إعلامية صينية  لحث الشباب على ممارسة كرة القدم

تقوم الصين الآن بإطلاق حملات إعلامية كثيرة تستهدف فئة الشباب لحثهم على ممارسة كرة القدم من أجل زيادة شعبيتها، أيضا يقوم التلفزيون الصيني ببث معظم مباريات الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوربا مجانا على القنوات المحلية المفتوحة كل ذلك من أجل الترويج لممارسة كرة القدم.

من جانبه الاتحاد الصيني يحاول تطوير اللعبة من خلال وضع لوائح وقوانين لتطويرها فالبرغم من كم النجوم العالميين المتواجدين في الدوري الصيني الآن إلى أن رابطة الأندية الصينية أصرت على وضع قانون يمنع أي نادي من التعاقد مع أكثر من أربعة لاعبين من خارج الصين ولاعب واحد من الداخل.

القوة الصينية .. نعمة أم نقمة ؟

الأرقام الفلكية التي تعرضها الصين على اللاعبين دفعت أرسين فينغر المدير الفني لأرسنال الإنجليزي للتعليق على الأمر قائلا ” احذروا الصين ، فهم يملكون العنصر الأهم في اللعبة وهو المال وبوفره ، ولكني أخشى أن ما يفعلونه يؤدي إلى العنف المادي في سوق الانتقالات ، والمبالغة في أسعار اللاعبين بأكبر من التي يستحقونها .. لذا يجيب علينا الحذر” !

أخيرا مصطلح “صنع في الصين” كان يشير إلى أن هذا المنتج جيد ظاهريا ولكنه قليل الجودة، الآن الصين بدأت تستخدم كرة القدم لتغيير هذا المفهوم لدى العالم أجمع.

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها