“سمية حزيمة فين” ؟!

تستمر الزيارات فهنا بات الأب في المعتقل، وزوج المستقبل في المعتقل أيضا ينتظر مصيرا  مجهولا، وتمر الأيام ويتم قبول استئناف الدكتور حسام خطيب سمية ويخرج للنور بعد أربع سنوات في السجن

لا أعلم لماذا حين لطم أبو جهل أسماء بنت أبي بكر قال لمن رآه: اكتمها عليّ؛ كي لا يتحدث العرب أن أبا الحكم ضرب بنتا ضعيفة.

أبو جهل، الذي قال عنه الرسول -عليه الصلاة والسلام- إنه فرعون هذه الأمة، تأبى مرؤته أن يلطم فتاة، فماذا عن سمية حزيمة في وطن مسلم ليس في وطن أبي جهل؟!

سمية ماهر حزيمة خريجة كلية العلوم وتعمل كيميائية، لا تختلف كثيرا عن شباب مصر أول ما فتحت عينيها كانت علي ثورة يناير والحرية التي لم تدم كثيرا فسرعان ما انقلبت البلاد رأسا علي عقب بعد ما حدث في 3 يوليو عام 2013 ليتم اعتقال الوالد وهو عضو مجلس الشوري ماهر حزيمة، وتبدأ حكاية سمية التي لم تتوقع يوما ما حدث لها مؤخرا ولم يأت لها في أسوأ الكوابيس أو أكثر التوقعات تشائما ذاك الذي حل بنا قبل أن يحل بها وهو اختفاء سمية قسريا.

حكايتها بدأت حين كانت تذهب لأبيها في السجن” وكان بجواره هناك أحد الشباب الذي لم يتوقع يوما أن يتم الزج به بالسجن ويتم الحكم عليه سبعة أعوام  فوجد ذاك الشاب القبول فتقدم لخطبة الفتاة من أبيها، لا تتعجب لم يأخذ وردا أو تورته أو ما اعتدنا عليه، لقد ذهب للعنبر الذي بجواره فهناك يقطن الوالد في زنزانة النظام.
وفي غيابات الجب بات شباب مصر يلونون الحياة، وهي حياة لم يعد بها لون غير الأسود، فإما عصبة سواد علي عينيك في السجون، أو سواد الأماكن التي أُحكم غلقها جيدا مطاردا من قوات الأمن داخل مصر، أو سواد زي الأمن يعتدي عليك في مظاهرات سلمية، أو لون الحياة التي بات خارج كل عقل و خيال.

تمت خطبة تلك الفتاة  التي ستنتظر سبعة أعوام، ولا تعلم مصير ذاك الشاب، وعذرا قد نسيت وظيفة هذا الشاب، هو طبيب بشري، ولا تجعل العجب يأخذك فسجون مصر تكتظ بالعلماء والطلبة والمهندسين وأساتذة الجامعة.

وتستمر الزيارات، فهنا بات الأب في المعتقل، وزوج المستقبل في المعتقل أيضا ينتظر مصيرا  مجهولا، وتمر الأيام ويتم قبول استئناف الدكتور حسام خطيب سمية ويخرج للنور بعد أربعة أعوام في السجن.

خرج منذ شهور قليلة ليعقد علي خطيبته ويبدأ طريقهما نحو عش الزوجية بعد أن عاني من ويلات الظلم والظالمين أربعة أعوام، فبصيص نور وفرحة تقترب من تلك الفتاة التي تقضي ربيع عمرها في وقت خريف الوطن ليكون بين السجون تارة للأب وتارة للزوج الذي يعد العدة لعرسهما.

تأبى قوات الأمن في مصر أن تتم فرحة لشاب أو فتاة من جيل الثورة، فخطفوا العروس ليلة عرسها فينكسر باب البيت ويتم تكسير محتويات البيت، ويتم اعتقال سمية واختفائها قسريا منذ السابع عشر من  شهرنا الجاري وحتي كتابة تلك الكلمات.

أسبوع  كامل ولا تزال مختفية، لن أحدثك عن زوجها أو والدتها أو البيت والأهل والأصدقاء تخيل فقط أن يختفي لك بنت لمدة أسبوع في سجون السيسي!!

رسالة إلى السيد السيسي وقوات الأمن أختم بهما هذا الألم والجرح الغائر، افعلوا بنا ما شئتم  ودعوا البنات وشأنها ولن نشتكي ويلات تعذيبكم ولن نزعجكم كثيرا، افعلوا ما يروق لكم ودعوا البنات.

وإليك يا أبا جهل، ليتني عشت عهدك وعذبتني وأخفيتني قسريا، يكفيني أنك كنت ستكون أرحم بنا مما يحدث لنا داخل مصر الآن، ويكفيني أنك أيها الكافر كنت تمتلك مرؤة فلا نخشي علي أهل بيوتنا وبناتنا أن تختطفهم وتخفيهم قسريا لأسابيع لا نعلم عنهم شيئا، وشكر أيها الوطن الذي جعلتنا نترحم علي عهد أبي جهل.

سمية حزيمة فين؟! 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها