زمار حينا لا يطرب

يحظر قانون المدارس على الأمهات ارتداء الحجاب أثناء مرافقتهن لأبنائهن الطلاب خلال الرحلات المدرسية

بانتظار تبريرات حزب التغريبيون الجدد لقرار محكمة العدل الأوروبية بإباحة حظر الحجاب في مؤسسات العمل باعتباره من “الرموز الدينية” وعليه جواز فصل المحجبات من أماكن عملهن إذا رفضن خلع الحجاب !

وحزب التغريبيون الجدد لمن لا يعرفهم هم الباحثون في كل قضية عن أخطاءنا وعيوبنا والباحثون في كل أزمة عن أعذار الغرب وكيف أن تصرفاتهم عادلة حكيمة عاقلة والعيب فينا وفي عقولنا التي لا تدرك المساواة المخفية وراء سلوكياتهم.

قبل أيام نشط أعضاء حزب التغريبيون الجدد في تبيان مدى حمق وغباء الترك وتجنيهم على الهولانديين والأوربيين.

وحاضرونا في وجوب تجنب الأتراك استفزاز الأوروبيين تجنبا لتذخير موجات اليمين المتطرف الذي يستفيد من حديث الترك عن العداء للإسلام والمسلمين.

قالوا لنا أن أوربا لا تعادي ديمقراطية تركيا بل هي تحاول منع الجارة المسلمة من الانزلاق لمستنقع الدكتاتورية الأردوغانية.

أحد أعضاء الحزب سالف الذكر عَدّدَ قبل أيام على صفحات إحدى الصحف الصادرة من القاهرة المقهورة عدد مخاطر تعديلات أردوغان الدستورية المقترحة وكيف أنها تخلط الجيد منها بالديكتاوري .

لا مشكلة عندي في أن يرى ما يراه في تعديلات الدستور التركي .

بالنسبة لي هي قضية بين يدي الأتراك يقررون فيها ما يشاؤون دون حاجة لنصيحةنخبة ” التجربة المصرية الفريدة !

لكن ما يدهشني حقا هو جرأة بعض “الدمقراطيين المصريين” على نقد وتفنيد تصرفات أردوغان ” الدكتاتور المحتمل ” دون أن نسمع لهم ركزا في نقد دكتاتورنا الجاثم على صدور البلاد والعباد .

يدهشني تصرفات “السادة العبيد” الذين قيل فيهم قديما العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة فهم يرفعون صوتهم على من يتيح لهم المجال .

ورثوا قواعد صارمة اختراقها من جانب “العنصريين” في الغرب ديمقراطية وتمكين لحكم الشعب يجب علينا أن نتماشى معه.

والاقتراب مجرد الاقتراب من نفس تلك القواعد عندنا دكتاتورية وجهل وتعصب وثيوقراطية حتى لو كان الضوء الأخضر لذلك الاقتراب صادر من الشعب فالديمقراطية عند التغريبيون الجدد ليست مجرد صناديق .

وهنا يثور تساؤل هل نلتزم بالقواعد التي اهتدى لها البشر من أجل المصلحة أم أننا نطور في تلك القواعد ونعدل بناء على حاجة مجتمعاتنا وقيمنا حتى نصل لمصلحتنا؟

نقبل أن تجري مباراتنا على ملعب غيرنا لأنهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه أم نبني ملعبنا الجديد مستلهمين تجربة من نجحوا قبلنا ملتزمين بقيمنا العامة “الحرية – العدالة وتكافؤ الفرص – الشورى وحكم الشعب

أم علينا فقط أن نبقى تلاميذ مخلصين لمن سبقونا ممن وصلوا ل “نهاية التاريخ” مثل التغريبيون الجدد.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها