دُمْت يا سبتمبر التاريخ

55 سنة منذ انطلاق ثورة 26 سبتمبر تجربة تاريخية كفيلة بأن تجعل من اليمن نموذجاً فريداً وتصنع له كوادر سياسية وعسكرية واقتصادية ونخب مثقفة تفتقر إليها باقي دول المنطقة.

55 سنة منذ انطلاق ثورة 26 سبتمبر تجربة تاريخية كفيلة بأن تجعل من اليمن نموذجاً فريداً وتصنع له كوادر سياسية وعسكرية واقتصادية ونخبا مثقفة تفتقر إليها باقي دول المنطقة.

15 سنة ثورة وتصفية حسابات وتسويات سياسية وحروب وتدخل خارجي وأطماع خارجية وموازنات بين المصالح والمفاسد، حتى ملَّ الجميع وأصبح الاستقرار مطلب كل الأطراف، وبسبب سوء التقدير والتدبير كان ثمن الاستقرار غياب الكوادر الوطنية المؤهلة، وتم تسليم الدولة لشخص مبتدئ بدون مؤهلات علمية لا تعني له الجمهورية إلا شعارا تسلق به، أحترف القتل والخداع وعمل كأداء في خلط الأوراق، ساهم في الفوضى السياسية آنذاك وعرف من أين يأكل اللص الكتف في مرحلة حرجة جداً.

33 سنة تحول أصحاب الحل والعقد والكوادر الوطنية في اليمن إلى متفرجين ورعايا، وبقيت الدولة مختطفة تحت سيطرة رجل عصابة رمى بأهداف الثورة خلفه، وقدم مصالحه الشخصية على المصالح الوطنية باسم النظام والدستور والقانون على مرأى ومسمع من الجميع، وأسس لمنظومة فساد جعلت وضع اليمن محلك سر” وباع واشترى بثروات ومقدرات البلد وفي مناصب الدولة ومراكز النفوذ، وجعل اليمن تقتات على المنح والهبات من الخارج، حتى أُنهك الناس وأيقن أغلب الشعب أن لا عافية للبلد ما دام هو رئيسها.

ومن ثَمَ 7 سنوات ثورة جديدة وتصفية حسابات وتسويات سياسية وحروب وتدخل خارجي… إلخ هذه الحقبة التاريخية التي غلب عليها طابع الفشل والإخفاق ستكون سببا في إنتاج نموذج رائد في المنطقة ولو بعد حين، ومهما كانت الصعوبات والمشاق فهي محطات ودروس، ومن القدم عرف الإنسان بأن تعدد تجارب الفشل تعلم النجاح في الحروب والفتوحات الإسلامية ورحلات الاكتشافات الجغرافية والاختراعات العلمية.
هذه التجربة وإن طال أمدها فسيكون نتاجها تاريخا زاخرا بالدروس والعبر والأحداث، وشعبا صلبا يعي حجم خطورة غياب الدولة وعبث العصابات وسيطرة الكهنوت،  وسيخرج من وسط شعبنا قيادات وطنية كفؤة لها باع ولديها من الخبرة ما يحفظ مستقبل اليمن فلا تطاله يد اللصوص والمرتزقة والسلالين.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها