د.الشواف يكمل شهادته: طفلان يلهوان وسط المعتقل(4-5)

مازالت تحمل أورقي الكثير من المشاهد نحمل إليكم بعضها في السطور القادمة،المشهد الخامس عشر: كنا كما قلت سابقا أكثر من 300 فرد في مكان لا يستوعب أكثر من 50 فرد

د.عبد الرحمن الشواف لحظة إعتقاله بعد فض إعتصام النهضة

مازالت تحمل أورقي  الكثير من المشاهد نحمل إليكم بعضها في السطور القادمة

المشهد الخامس عشر: كنا كما قلت سابقا أكثر من 300 فرد في مكان لا يستوعب أكثر من 50 فرد (المكان عبارة عن مبني دورين، نحن في الدور الأرضي ويتكون من خمسة غرف ثلاثة منهم واسعة بعض الشيء واثنين ضيقين جدا أظنها للحبس الانفرادي… بجانب دورتي مياه أحداهما داخل غرفة والثانية في نهاية الممر الداخلي).
كان معنا حوالي 7 بلطجية وعدد من المدخنين، فطلبنا من البلطجية والمدخنين أن يكونوا في غرفة مستقلة حتي لا يؤذوا بقية الناس في هذا التكدس الشديد مع سوء التهوية والحرارة الشديدة..
 
حاول بعض البلطجية الرفض والتشاجر معنا لفرض سطوتهم علينا ، وخاصة أنهم يحملون أمواس حادة بفمهم ولكن بفضل الله بدون تشاجر وبوحدتنا استطعنا السيطرة عليهم وجعلناهم يستجيبوا لكلامنا .
 
المشهد السادس عشر: عصر يوم الخميس أحضروا لنا مجموعة من الأخوة عددهم تقريبا17  وبدا عليهم آثار الضرب المبرح ووضعوهم  في غرفة مستقلة وأاغلقوا  عليهم ،وعلمنا أنهم صوروهم بسلاح بعد الضرب..
 
الغريبة أن هذه المجموعة معظمهم خرج قبلنا..،وكنا في حيرة شديدة أين نضعهم في الحجرة التي بها دورة المياه ونستخدم نحن  ال300 دورة مياه واحدة..
 
أم ندخلهم حجرة بدون دورة مياه وهم مغلق عليهم فماذا يفعلوا؟؟..المهم بعد التشاور ادخلناهم الحجرة التي بها الحمام.. إثارا لهم علي أنفسنا لكن علي المساء اصبح الحمام مشكلة300 علي حمام واحد..
 
فطلبا من الضابط اللي أتي للتمام مساءا أن ينقلهم حجرة بدون حمام على أن يتم الفتح لهم كل 6 ساعات لدخول الحمام وإدخال المياه لهم..
 
ولم يأتي لهم أحد حتي قبل صلاة الجمعة فطلبنا من عسكري الحراسة أن يستدعي الضابط ليفتح لهم لدخول الحمام رفض اولا ثم بعد الطرق علي الباب ذهب وعاد وقال بعد الصلاة..
 
وبعد الصلاة لم يحضر أحد وتوتر الأمر عندما رفض العسكري ان يحضر الضابط ..الاخوة بالداخل مصابين ويحتاجوا للمياه والحمام..
 
فتقدم لي (علي ) مسجل خطر مخدرات، وقال لو عاوزين افتح لكم باب السجن أفتحه ،قلت له لا الحرس في الخارج مسلح وسوف يتم فتح النار علي الناس..
 
 
ولكن بدانا الطرق الشديد علي الباب وتتطوع عاطف(البلطجي اللي حكيت عليه في الحلقة السابقة.) وبدأ يسب العسكري ولكن فوجنا أن المكان بدأ يحاصر بجنود ملثمين من كل الاتجاهات يحملوا بنادق قنابل الغاز وفي وضع استعدادا..طبعا لو تم ضرب قنبلة واحدة سوف يتم اختناق كل من بالداخل..
 
فقلنا لهم نحن لا نريد التصعيد وأحضروا لنا ضابط للتفاهم وفعلا أحضروا ضابط علي المغرب..
 
وقال أنه سوف يضع عسكري مراسلة بيننا وبينه ليتم الفتح عندما نريد ولكن بدون طرق علي الباب وأن يتم السيطرة علي البلطجية..
 
فقلت نحن لا نستطيع السيطرة عليهم فتدخل عاطف وقال للضابط الكلام اللي يقوله د. عبد الرحمن يمشي علينا كلنا وجزمته فوق رؤوسنا اما أنت فكلامك لا يمشي علينا..
 
الغريب أن الضابط لم يكلمه أو يوبخه.. وكان هذا الموقف الرجولي من عاطف أثر كبير في وحدتنا جميعا وما زلت أحمل له هذا الموقف وأقدره له.. وينطبق عليه قول الرسول صلي الله عليه وسلم(.خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية إذا فقهوا)..وقد استفردوا بعاطف عند ترحيلنا من المعسكر للسجن وضربوه بشدة انتقاما من موقفه هذا..لم نعلم ذلك إلا بعد وصولنا لوادي النطرون.
 
المشهد السابع عشر: خلال الأيام الثلاثة كانت معنا السيدة التي حكيت عنها من قبل والتي واجهت دبابات الجيش لتحمى الجثث .. حجزت معنا تلك السيدة لمدة ثلاثة أيام، وكانت تقضى أيامها على درجات سلم المعسكر وكانت تعاني من العديد من الاصابات إلا أن النيابة رفضت اثبات ذلك
وكنا بقدر الإمكان نحاول أن نكلمها ونطمئن عليها ونطلب من الضباط إطلاق سراحها..وكان معنا طفلين صغيرين احتجزا مع والدهما، كاتن عمرهم 4،6 سنوات تقريبا ورفض الأمن تسليمهم لأقاربهم بالخارج ولم يتم تسليمهم الا بعد ترحيلنا لوادي النطرون…
 
د . عبد الرحمن الشواف
 
 الاستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة والمعروف بطبيب النهضة بعدما ألقي عليه القبض وهو يداوى المصابين 

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها