حكاية ناج من حضن الموت!

ألطون: طرأ تغيير على سياستنا تجاه اللاجئين السوريين يتمثل في عدم الوقوف في وجه الراغبين بمغادرة تركيا

تمسك بأحلامه السينمائية المؤجلة حتى قالت المدفعية كلمتها، وبدأت الحرب في تغيير مشهد الحياة التي يعرفها محمد، فغادر سوريا إلى تركيا مكرراً شريط اللجوء الذي خبره أجداده الفلسطينيون.

دون تردد، حزم محمد خميس حقيبته وغادر سورية قبل خمس سنوات، وها هو اليوم يحاول أن يصنع شيئاً مختلفاً في بلد بعيد.

في مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بالقرب من العاصمة السورية دمشق، عاش الشاب الفلسطيني – السوري محمد خميس حياته قبل عام 2014 ترك المدرسة مبكراً بسبب تردي الظروف المادية للعائلة، فراح يساعد والده في إعالة الأسرة.

مع ذلك، ظلّ متمسكاً بأحلامه السينمائية المؤجلة حتى قالت المدفعية كلمتها، وبدأت الحرب في تغيير مشهد الحياة التي يعرفها محمد، فغادر سوريا إلى تركيا مكرراً شريط اللجوء الذي خبره عنه  أجداده الفلسطينيون.
 سلك  طريقاً شاقاً إلى السويد، في الفترة التي شهدت حالات غرق جماعية لمئات السوريين في البحر المتوسط عام 2014.

ظل متمسكاً بأحلامه السينمائية المؤجلة حتى قالت المدفعية كلمتها، وبدأت الحرب في تغيير مشهد الحياة التي يعرفها ، فغادر سوريا إلى تركيا مكرراً شريط اللجوء الذي خبره عنه أجداده الفلسطينيون.

وبالرغم من طول الرحلة التي استمرت 23 يوماً، يعتبر محمد الساعات التي أمضاها في البحر هي أخطر وأصعب التجارب التي مر بها ، إذ زاد الرعب والخوف والهمس المختلط بالرجاء من هول المشهد.

وفي السويد قابل حياة لا تشبه تلك التي ألفها في المخيم، فكانت النقلة جذرية من مجتمع ضيق، إلى آخر يفتح أبواب الأشياء على مصراعيها، ولا يطلق أحكاماً مسبقة على الهاربين من حضن الموت.

تعلّم اللغة السويدية وتعرّف أكثر على ثقافة السويد، كخطوة ضرورية بإتجاه الاندماج، فوجد هناك إمكانية لاختبار أحلامه.
 بدأ في التحضير لإخراج أول فيلم روائي قصير، أتبعه بعدة أفلام وثائقية، لاقت ردود فعل إيجابية في عدة مهرجانات سينمائية في القاهرة وباريس ومدن أخرى، كان أبرزها فيلم “نحو النجاح” الذي عرض في مهرجان القدس السينمائي الدولي، ليكون محمد بذلك المخرج الأصغر سناً (24 عاماً الآن) في المهرجانات السينمائية التي شارك فيها. 

وبالرغم من حداثة مشواره السينمائي، يسعى محمد خميس لمناقشة قضايا ذات بعد وجداني حقيقي، إذ سيطرح معالجة جديدة لقضية اللجوء عبر البحر، والإشارة إلى النتائج التي يخلفها هذا النوع من اللجوء على الفرد.

بالإضافة للخوض أكثر في الجوانب النفسية من خلال أبطال أعمله الذين يجسدون تجارب قاسية خاضها اللاجئون في البحر، والمخيمات والحياة تحت وطأة القنابل والكلور،تلك الزوابا التي تحرض المشاهد على طرح أسئلة جوهرية حول الأزمة والتعرف عليها عن قرب .

 وهو يرى أن على المخرج  مسؤولية أخلاقية تجاه القضايا التي تشكل همّاً جماعياً، لذا فهو يسعي لإنتاج أعمال درامية  ليست بعيدة  عن الواقع، دون أن تكريس لعادات وأفكار لا تخدم المرحلة، وتسعى لإلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية.
ومع ذلك، فإن مثل هذه الأعمال تحظى بمباركة أجهزة الرقابة، كأنّ دور الأخيرة، كما يقول، بات محصوراً بحجب ومنع المحتوى السياسي ولجم العمل السينمائي والدرامي أيضاً عند تناول بعض الشخصيات بالنقد.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها