حرب النفوذ والمخزون بين صالح والحوثي

لا ثقة بمن جرد الحكومة الشرعية من مخزون الأسلحة وخان شرفه العسكري وجعل رجاله وأقاربه الموظفين في أجهزة الأمن والجيش يقومون بنهب وتهريب أسلحة الدولة.

إنها الحرب من أجل “المخزون” ورأس “الزعيم” فقط لا غير، يكذب من يقول إنها من أجل الجمهورية والكرامة، فمن يطفف في البيع، يطفف عند الشراء.

لا أمان لمن باع الوطن بجيشه وعتاده للمليشيات من أجل البقاء “زعيما”، بعد أن أكدت كافة المكونات الوطنية نهج التغيير السلمي وأجمعت على وثيقة الحوار الوطني أمام العالم وشرعت في إعلان الدستور الجديد للبلد.

لا ثقة بمن جرد الحكومة الشرعية من مخزون الأسلحة وخان شرفه العسكري وجعل رجاله وأقاربه الموظفين في أجهزة الأمن والجيش يقومون بنهب وتهريب أسلحة الدولة على حين غرة، وكلنا نعلم أن من حصر “المخزون” معهم ونقله ورتبه في المستودعات و”البدرومات” والأقبية في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وما حواليها هو مواطن يمني، كان من كان فقد فطرته بيئته على أن السلاح عامل قوة وشرف وأثمن ثروة يمتلكها.

ولذا فإن “المخزون” مبرر قوي للصراع والذود عنه وبذل الروح من أجل الحفاظ عليه أو امتلاكه، ويسارع لذلك اليمني القبلي قبل المدني، كما لا يخفى علينا أن الأسلحة خلال الأعوام الخمسة الفائتة كانت تُخزن في منازل المواطنين والأحياء السكنية حتى أصبحت الْيَوْمَ العاصمة قنبلة موقوته لأن مساكنها مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة غير الأسلحة الثقيلة التي يُشاع أنها في مستودعات “الزعيم”.

وإعلان الحرب والدعوة لها في صنعاء المكتظة بالسكان يعني مجازر، ومزيدا من أرواح الأبرياء وسيل أنهار من الدماء، لأن طرفي الصراع بلا وعي وطني، طرف يقاتل ليحكم سيطرته ويستولي على السلاح المنهوب تحركه تعبئة طائفية من الحوثي ويعتقد أنه يجاهد في سبيل الله، والطرف الآخر يقاتل من أجل “المخزون” ورأس “الزعيم”، ومن يقرأ سيرة المخلوع جيداً يعلم أجندة خداعه القادم ومن هم شركاؤه الجدد.

من قال إن “الزعيم” المخلوع عاجز عن التخلص من نفوذ الحوثي؟! وهو من أسس وامتهن نهج الاغتيالات في التخلص من الخصوم من بداية ظهوره في الحياة السياسية إلى هذه اللحظة، يختصر بها الوقت والجهد والتكاليف، هي الطريقة الأنجع للخلاص من شره وفساده بإذن الله.

علي عبدالله صالح الْيَوْمَ لا يحتاج إلى من ينقذه من خطر الحوثي فحسب بقدر حاجته للخروج من عنق الزجاجة، ونيل مكانة سياسية أمام الشعب اليمني وأمام المجتمع الدولي له ولابنه الموجود في الإمارات التي باتت أوراقها مكشوفة أمام الجميع في تبني مشروع المخلوع في مال اليمن.

وهذا ما يجعل الحرب تحت راية “الزعيم” المخلوع خيانة للوطن ولدماء اليمنيين، ومن يدعو لذلك ويبرر له يساهم في فتح مجال جديد للعبث في اليمن.

بالأمس عبث باليمن من خلال الشراكة مع الحوثي والآن وجد له متنفسا بديلا عنهم ومضمونا ليعبث بالبلد مع إمارة أبو ظبي، التي تأكدت في الآونة الأخيرة أن أنسب خائن ممكن يبيع هو المخلوع وابنه الموجود في ضيافتهم.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها