تيه صالح .. الغدر والغارات

أُجبر اليمنيون على العيش في تيه حاكه زعيم الفساد ومجدد التخلف والرجعية لليمن على عبد الله صالح، وهو لا يُقدّر حجم الدمار الذي سيُلحقه بالبلد وشعبه.

يمسي اليمني على غارة ويصبح على مجزرة، ينتظر الموت يأتيه بأي لحظة لا يعلم ما الجرم الذي ارتكبه ولا بأي ذنب، هو من يدفع الثمن، يتناوب عليه الموت من جانب المليشيات بالقتل في تعز، وبلا ذرة إنسانية، في ظل تجويع وتخويف المواطنين في باقي المناطق التي تسيطر عليها.

من جانب آخر، تأتي غارات التحالف العربي التي لم نجدها إلى هذه اللحظة قد تسببت في إنهاء أو إضعاف المليشيات التي اختطفت الدولة، وهددت أمن المنطقة، بل كل يوم يزداد نفوذها وعتادها في شمال اليمن، والشعب اليمني هو فقط من يجني الخسارة ويعيش فصلا من فصول الجحيم لا يستحقه إلا المفسدين وتجار الحروب.

أُجبر اليمنيون على العيش في تيه حاكه زعيم الفساد ومجدد التخلف والرجعية لليمن على عبد الله صالح، وهو لا يُقدّر حجم الدمار الذي سيُلحقه بالبلد وشعبه.

قد يقول البعض إن حزب المؤتمر الذي يتزعمه المخلوع بات ضعيفاً، والحقيقة أنه تنظيم مكتمل الأركان حتى لو تراجع نشاطه، إلا إنه يشهد تحولاً سلبياً قد تكون عواقبه وخيمة على الجميع إن لم تتوافر مكونات وطنيه قوية تتعايش مع الناس وقادرة على الاحتكاك بهم.

بالفعل خسر المؤتمر كوادر قوية وعقول رصينة في أعلى هرمه، ولكن لا يزال يمتلك كوادر في الصف الثاني والثالث والذي يليه كانت هي البديل الذي سد الفراغ أمام القاعدة الشعبية للحزب في مختلف الأحياء والنواحي والمديريات بريف اليمن، وحضره في الشمال الأكثر كثافة سكانية، وفي طبيعة الحال أي مجموعة من الناس بحاجة لإدارة وتنظيم وأي صاحب نفوذ وقدرات قيادية المجال أمامه مفتوح في بيئة اليمن.

والخطير في الأمر أن القيادات البديلة أغلبهم من ذوي المصالح الذين امتهنوا مهارات الفساد والنصب في مفاصل الحزب والدولة كون دورهم السابق كان وسيط بين القواعد والقيادات في الحزب والحكومة، وهؤلاء يتوقون لتبوء أي منصب أو مكانة يقتاتون منها وأغلبهم من ذوي التأهيل البسيط أو من مشايخ القبائل الذين صنعهم علي صالح وارتبطت مصالحهم ببقائه.

غير أن الحزب كان قائم على مقدرات دولة، وتُسخر له كل التسهيلات والطاقات الموجودة في الأجهزة الحكومية، والبناء الهيكلي له من أصغر وحدة تنظيمية إلى أعلى مستوى إداري مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهياكل الدولة، وفي الوقت الذي انهارت به أجهزة الدولة تحول الحزب إلى تنظيم موازي لأي حكومة تأتي، ولديه القدرة على التواصل مع فروعه وأفراده في عموم البلد وتعبئتهم وحشدهم بتكاليف بسيطة أو “بقيمة تخزينة قات“.

ومع الأسف يشهد حزب المؤتمر الشعبي هذا التحول وقاعدته الشعبية من الطبقة الكادحة التي تنتظر من يساومها بإعطائها قدر أكبر من قوتها ومعاشها، وهذا ما يجعل خطر بقاء علي صالح أعلى هرم الحزب الذي يتباهى بشعبيته ويهدد خصومه بعشرات الآلاف من المقاتلين ويساومهم إما أن يبرموا صلحا معه وإما سيجدد الولاء للحوثي، لا يختلف عن خطر التنظيمات الإرهابية فهو لا يعير لمستقبل البلد أهمية ولا يحسب لأرواح الناس حساب، هكذا كان عهده في ضياع البلاد واليوم حق القول بأنه هدم المعبد عليه وعلى أعدائه.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها