تعاليم الشريعة الإسلامية ومكافحة الأمراض الوبائية

أحد شوارع ووهان كما بدا في يوم الأربعاء 4 مارس

هذا النبي الكريم الذي لو إتبع العالم تعاليمه في عدم أكل هذه الحيوانات المستقذرة والتجارة فيها لما كن قد وصل لما وصل إليه ولما كانت أزهقت كل هذه الأرواح ولم يعم هذا الخوف البشرية.

حظر التجوال في شوارع العالم ، كل الدول أغلقت حدودها في وجه المسافرين، كما أغلقت دور العبادة والمسارح وقاعات السينما وأقفلت المدارس والجامعات أبوابها في وجه الطلاب وتعطلت كل مباريات كرة القدم .

وأصاب الشلل الإقتصاد العالمي، وشمل الخوف والرعب البشرية جمعاء، و الإنسان يفر من أخيه الإنسان كما يفر من الطاعون، والكل متهم ولو لم تتبث إدانته بعد!! وهذه الحالة مستمرة إلى أجل غير مسمى .

والإتحاد الأوربي الذي يزعم الحرية و الديموقراطية وحقوق الإنسان، وأنه يقود الإنسانية ويصدر للعالم الحضارة قد أصابه الهلع الأكبر .

فهو الأن أكبر سارق للمواد الطبية فقد خرجت علينا المتحدثة بإسم وزارة الدفاع الألمانيا لتعلن  أن هناك 6 ملايين كمامة سرقت من مطار في كينيا كانت متوجهة لألمانيا، وتشيكيا (دولة التشيك) تحفظت على كمامات للصليب الأحمر كانت في طريقها إلى إيطاليا المنكوبة، أما إيطاليا هذه الدولة المنكوبة، فلم تكن أحسن حالا من تيشكيا، فقد صرح وزير التجارة التونسي أن الإيطاليين قد أجبروا سفينة محملة بالكحول الطبي بتغير سيرها من تونس إلى إيطاليا.

والسبب هو وباء عالمي قاتل ينتقل بين البشر بشكل مخيف، مصدره الصين عاصمة الفلسفة المادية، و عاصمة الشيوعية في العالم

هناك 6 ملايين كمامة سرقت في كينيا، كانت متوجهة لألمانيا، ودولة التشيك تحفظت على كمامات للصليب الأحمر كانت في طريقها إلى إيطاليا، وهناك سفينة محملة بالكحول الطبي أجبرت على تغير سيرها من تونس إلى إيطاليا

وأكثر تحديدا ظهر هذا الوباء في مدينة صينية تسمى “ووهان” فأوقع ثلاثة ملايين إصابة مؤكَّدة وربع مليون حالة وفاة. و منظمة الصحة العالمية تقول إن الوباء لم يصل أوجه بعد.

وقد كشف علماء بأن أول ضحايا كوفيد 19 رجل في الحادية والستين من العمر؛ توفي في التاسع من يناير الماضي بعد إصابته بهذا الفيروس، وأنه كان يرتاد سوقا بمدينة ووهان الصينية بإنتظام، كان يباع فيه أنوع غريبة من الحيوانات و يعتقد كثير من العلماء حول العالم أن هذا الفيروس نشأ لدى الحيوانات البرية، وانتقل إلى البشر من خلال الإختلاط بالحيوانات المصابة أثناء عمليات تجارة الحياة البرية في الأسواق إن هذا المرض انتقل من الخفافيش إلى الثعابين ومنها إلى الإنسان

وفيروس كورونا ليس هو المرض الأول الذي سببه إحتكاك الناس بهذه الحيوانات المستقذرِ أكلُها و المتاجرة فيها بل هي أيضا السبب في ظهور فيروس سارز عام 2002 في الصين أيضا وهذه الحيوانات المستقذرة هي السبب في ظهور متلازمة نقص المناعة المكتسب بالإنجليزية AIDS وبالفرنسية SIDA حيث أنه نشأ في الاصل لدى قرود الشمبانزي التي تعيش في وسط غرب افريقيا وتشير التقارير العالمية  إلى أن مرض نقص المناعة المكتسب قد أدى إلى وفاة أكثر من 25 مليون شخص منذ ظهوره وإلى إصابة أكثر من 60 مليون شخص. وثقافة الغرب الجنسية تجعل إرتفاع هذا العدد شيء بديهي.

ومن هنا تظهر حكمة الشريعة الإسلامية التي حرمت هذه الحيوانات المستقذرِ أكلُها و المتاجرة فيها لقوله سبحانه: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) .

ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذى ناب من السباع وكل ذى مخلب من الطير فلو أن الصينيين إهتدوا بهديه عليه الصلاة والسلام لما هلكوا وأهلكوا ولما اصاب العالم ما أصابه من موت وخوف

قال الشوكاني رحمه الله فما استخبثه الناس من الحيوانات -لا لعلة ولا لعدم اعتياد بل لمجرد الاستخباث فهو حرام، وإن استخبثه البعض دون البعض كان الاعتبار بالأكثر كحشرات الأرض وكثير من الحيوانات التي ترك الناس أكلها ولم ينهض على تحريمها دليل يخصها فإن تركها لا يكون في الغالب إلا لكونها مستخبثة فتندرج تحت قوله: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}

النبي الكريم  الذي لو إتبع العالم تعاليمه في عدم أكل هذه الحيوانات المستقذرة والتجارة فيها لما كن قد وصل لما وصل إليه ولما كانت أزهقت كل هذه الأرواح ولم يعم هذا الخوف البشرية

قال النووي رحمه الله ولا يحل أكل حشرات الأرض كالحيات والعقارب والفار والخنافس والعظاء والصراصير والعناكب والوزغ وسام أبرص والجعلان والديدان وبنات وردان وحمار قبان لقوله تعالى (يحرم عليهم الخبائث) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أكل الخبائث وأكل الحيات والعقارب حرام بإجماع المسلمين.

إن العالم في محنة بسبب هذا الفيروس القاتل لكن يجب أن لا ينسى أن سبب هذه المحنة هو نظام شيوعي، وثقافته الغذائية، وأن نجاته كانت في يده لو أنه إتبع تعاليم الوحي {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذى ناب من السباع وكل ذى مخلب من الطير، وهذه اية للعالمين على فساد هذه الفلسفة الملحدة وصحة هذا الدين وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ

هذا النبي الكريم  الذي لو إتبع العالم تعاليمه في عدم أكل هذه الحيوانات المستقذرة والتجارة فيها لما كان قد وصل لما وصل إليه ولما كانت أزهقت كل هذه الأرواح ولم يعم هذا الخوف البشرية جمعاء. هذا النبي الذي أرسله الله رحمة للعالمين هو نفسه الذي أخبر ماذا نفعل لكي ننجوى من هذا الوباء القاتل، وهو الذي أخبر ماذا نفعل عندما يحل المرض ومما أخبرت به تعاليمه الكريمة النظافة فهو القائل ”النظافة من الإيمان”. وهو الذي أوجب على اتباعه الوضوء خمسة مرات في اليوم

ومما أخبرت به تعاليمه الكريمة عزل المدن الموبوءة عن السليمة ومن باب أولى عزل  المرضى عن غير المرضى من الناس. قال النبي عليه الصلاة والسلام “إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا. ومما أخبرت به تعاليم المصطفى وجوب التداوي فقال”:تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ

ومن تعاليمه عليه افضل الصلاة والسلام بعد الاخد بالأسباب التضرع لله فهو المدعوُّ عند الشدائد، المرجوُّ عند النوازل قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. ومن تعاليمه أن الله هو الذي لا يلجأ المضطرُّ إلا إليه، والذي لا يكشف ضرَّ المضرورين سواه ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها