العنوان الخطأ

فسلوك الإمارات ومن بعدها السعودية في اليمن عار وخزي لم يعرفه تاريخ العرب، في عصر الجاهلية وبعد الإسلام حق من يستجير بآخر محفوظ إلى أن يبلغ مأمنه حتى لو كان عدو.

علينا أن نعترف في هذه المرحلة أن التحالف العربي هو عنوان خطأ طرقت بابه الحكومة الشرعية بعد ما تبين لنا أن ضرره أكبر من نفعه لليمن، وليس من العيب أن نقول أكلنا مقلب” العيب والجريمة أن نستمر في المداهنة والتبرير في سبيل إثبات أن تأييد التحالف قراراً حكيماً، حالياً كل الشواهد تقول إنه لا مبرر لدعم تدخله في اليمن إلا التستر على جرائمه والانتهاكات الإنسانية التي لن تسقط عنه بالتقادم والوقوف بصفه الآن موقف لن يُغفر لأي شخص أو مكون يمني كان من كان.

فسلوك الإمارات ومن بعدها السعودية في اليمن عار وخزي لم يعرفه تاريخ العرب، في عصر الجاهلية وبعد الإسلام حق من يستجير بآخر محفوظ إلى أن يبلغ مأمنه حتى لو كان عدو على الطرف النقيض تماماً، والحقيقة أن الدول التي تقود وتمول التحالف انسلخت من أهم وأنبل القيم في الهوية العربية والإسلامية وغدرت بشعب بأكمله وحولت حكومته الشرعية إلى أداة لسطوتهم على اليمن ولتلميعهم وتبرير أخطائهم أمام العالم.

الآن وقد كُشفت الأوراق وتحولت اليمن من بلد شقيق وجار إلى فريسة ومجرد ورقة للمزايدات في المحافل الدولية تارةً بيد إيران وتارةً أخرى بيد الإمارات والسعودية، تبقى الشراكة والتماهي مع الدول التي تقود التحالف العربي أو أي دولة على شاكلتهم مثل إيران جريمة تاريخية لا تغتفر.

يظهر للجميع أن المنطقة العربية تشهد تحولاً قد يكون ثمنه حقوق ودماء الأبرياء والمستفيد منه هو الطرف الأقوى بحسب منطق اللصوص الذي تنتهجه عصابة أبو ظبي في اليمن وغيرها، في حين أن كل أطراف الصراع في اليمن تتجاهل خطورة المرحلة مما يجعلنا نعيش في فراغ ونفتقر لقيادات وطنية فاعلة قادرة على تمثيل اليمن والحفاظ على مصالحه وهذا ما يعززه بقاء الحكومة الشرعية في عصمة الرياض.

فالاعتراف بوجود المشكلة هي الخطوة الأولى في طريق الحل، فإما أن يُعدل المسار وتفي دول التحالف بوعودها وتقي المنطقة شر الفوضى والظلم وإما أنها عدوان خراجي بامتياز.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها