الخطأ المتعمد

تُرى ما الوصف المناسب للتحالف العربي في اليمن هذه المرة، هل هو عدوان خارجي أم صديق حميم، أم سراب يحسبه الظمآن ماء؟، أم كيان طفرة أوجدته تجارب مبتدئين عبثية، أم أنه أكوام الغبار والحطام الذي يخلفه شباب “التفحيط” في الخليج ؟!
التحالف العربي اليوم  ليس مع الشرعية اليمنية في الرياض ولا ضدها ولا يهمه بسط نفوذها باليمن بل يحد من صلاحياتها، بالأمس كانت أخطاؤه نادرة واليوم متسارعة ويقول بعض المراقبين أنها أخطاء متعمدة، كانت تحركات عصابة أبو ظبي باسم التحالف غامضة واليوم طيرانها يستهدف الشرعية في وسط النهار، والأدهى والأمر أنه لا يختلف اثنان في اليمن أن مقاومة تعز عدو مشترك للتحالف العربي وتحالف الحوثي صالح.
التحالف العربي فيه ثمة انتهازي وخائن لقيم وتاريخ وشرف الأمة يضيق ذرعاً بالوطنيين والذين يحملون مشروع اليمن الحضاري الذي يتحرر من عبودية الإمامة، وسيطرة الفاسدين ويؤسس لدولة نظام وقانون يحفظ حقوق جميع أبناء الشعب ويضمن تداولا سلميا للسلطة.

لصوص التحالف العربي لو سموا أعداءهم واحدا واحدا بالاسم الرباعي فهم يكذبون فعدوهم الفعلي غير معلن وفي الحقيقة هو كل من يحمل مشروع الدولة في اليمن من مختلف التوجهات والأطياف السياسية والفكرية، يحدثون الفوضى لابتزازه وإضعافه.

في الجنوب صلف واحتلال، وفي الشمال مظاهر قتل وإجرام يندى لها الجبين، أما بالأخطاء المتعمدة من طيران التحالف العربي أو بيد تحالف الحوثي صالح.

لصوص التحالف يريدون أن يخرجوا من يحمل مشروع الدولة من حُلة الحكمة والعمل السياسي الساعي لاستعادة الدولة وحفظ أكبر قدر من الدماء والأرواح، ليضعونه في زاوية إحباط ويأس حتى لا يجد أمامه سوى خيارين، إما المواجهة مع أعداء الداخل والخارج أو الانسحاب وترك الساحة لهم يعيثوا فيها فسادا.
التحالف العربي فعلياً الآن ليس من أولوياته الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بل إن الدول التي تقوده تبذل قصارى جهدها والغالي والنفيس لتجد فرصة عدوان عسكري على شقيقتها قطر حتى تكرر نموذج اليمن معها، فيكون لقطريين قيادة في الرياض في ضيافتهم تعطيهم تفويضا مفتوحا، وداخلها عدو يوصف بـِ حليف إيران” يهدد أمن المنطقة ليبرروا بذلك فرض تدخله بسيادتها والعدوان عليها ومن ثم توسيع دائرة الصراع في المنطقة.
التحالف العربي أثبت لنا أنه كيان غريب مثل المادة الهلامية بلا رأس ولا وجه أو قفا لا يعرف أعلاها من أسفلها وليس لها حدود، أنه بحاجة لفحص وفهم واستيعاب إما أن ينصفه التاريخ أو يلعنه .. فقد يكون ذلك العدو الذي لا يحكمه دين ولا عروبة ولا عقل ولا قيم إنسانية، وقد يكون الماسونية بنسخة وهوية عربية، وقد يكون سبب نزول المسيح عيسى، أو يكون هو من سيأتي بالمهدي المنتظر.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها