الجبير والعيب الأسود

عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي

من يفعل مثل الجبير اليوم ويتخلى عن مرؤته وأبناء يمن الحضارة يسمعونه، أم إنه فقد الذاكرة أو لم يعرف من قبل أن أبناء هذه الأرض عرفهم التاريخ بالكرم والشهامة وإغاثة الملهوف.

وأخيراً يمتهن الجبير الكذب بعد تدريبات مكثفة، صاحب المؤهلات والخبرة وخريج أمريكا يمارس نفس طريقة عبد الفتاح السيسي بخطاباته وكأنه لم يسمع من قبل باتفاقية اللاجئين وحقوقهم، ويكيل الكذب بمليون يمني مرة واحدة أمام العالم والقنوات والصحف الإعلامية متجاهلاً علم الكثيرين بالتفاصيل، أي شجاعة بالباطل ظهر بها الجبير، لا يجيدها مثله إلا بشار الجعفري مندوب سوريا في الأمم المتحدة وهو يرتل خطاباته فوق أشلاء أبناء جلدته وهي مبعثرة بين الحطام وعلى خضاب دمهم قبل أن يجف.

من يفعل مثل الجبير اليوم ويتخلى عن مرؤته وأبناء يمن الحضارة يسمعونه، أم إنه فقد الذاكرة أو لم يعرف من قبل أن أبناء هذه الأرض عرفهم التاريخ بالكرم والشهامة وإغاثة الملهوف وتوارثوا المروءة كابراً عن كابر، وفتحوا حدودهم عقوداً من الزمن للاجئين من الصومال وحديثاً -قبل الانقلاب- من سوريا بدون حساب أو عقاب وسكنوا اليمن كأنهم أصحاب الأرض.

من شرعن للجبير أن يقول إن السعودية استقبلت مليون لاجئ ووفرت لهم وظائف كذباً وزوراً، في ذات الوقت الذي يُلاحق اليمنيون من شارع إلى شارع ومن زقاق إلى زقاق في المملكة، ويُحرم الكثير منهم من التعليم والخدمات الصحية، وتُستنزف أرزاقهم برسوم جائرة لا يستوعبها عقل عاقل، ويُرحل كل يوم بحافلات جموع من الشباب اليمني القادر على الإنتاج من الاراضي السعودية كأنهم جرذان.

وأي غضب سيحل على أمثال الجبير وزمرته بعد اللعنات والدعوات التي تُصب عليهم ليل نهار من جور المعاناة العبودية الحديثة التي أمعنت حكومته في تجريعها للمغترب اليمني على أرضها ولكل من يحاول اللجوء إليها كونها بلد قريب وحدودي مع بلده.

بدون حلف وليس من باب المفاخرة، لو أن اليمني في أشد المحن وحصل لأبناء المملكة نكبة أو ضائقة وفروا لليمن لوجدوا اليمن يحتضنهم بغثائهم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.. فمن يقول للجبير لعله يكون أخطأ بقراءة الرقم من الورقة أن من يقصدهم عددهم ليس “مليون” بل لا يتجاوزوا “مائة ألف” وأصحاب هوية زائر موجودين في المملكة فقط مخالفين لنظام الإقامة وتم منحهم الإقامة بمكرمة ملكية، وليسوا لاجئين بل بتأشيرات زيارة ولا يسمح لهم بالتعليم ولا الخدمات الصحية، ومع المكرمة يدفعوا دم قلوبهم، كرم آخر الزمان لا يستحق إلا اسم “العيب أسود” كما يُعرف عند القبائل اليمنية. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها