الجبير معهم أم عليهم

في ظهوره الأول بدا ذلك الرجل النبيل المتمكن من موطئ قدمه، تبرق عيناه بالصدق وكلامه يجذب اهتمام الحاضرين من قوة منطقه، وكانت نبرة صوته هادئة إلا أنها أتت قوية بالحجة، وعذبة بالحق تلامس الفطرة السوية والعقل السليم.
ذهب غيره إلى منصة الأمم المتحدة ليصعدوا ويلقوا خطابات بلدانهم وباسم شعوبهم، وذهب الجبير إليها ليترجل من مكانه الرفيع إلى الأدنى منه هناك حيث يقف معزولاً عن قضايا أمته وعاجزاً إلا من ترديد ما أمليّ عليه في ورقة، إنه وزير الخارجية الذي ظهر لنا أنه يتدرب على رأس العمل ليكون عكس الشخصية السوية التي لم تعتد في حياتها أن تقول أو تفعل النص المكتوب في تلك الورقة.
عجبي للصدق والحق كيف يفعل بصحابه إن تركه، تغيرت ملامح محياه ونبرة صوته فأصبح صاغراً متلكئاً بعد أن تعمد أن يستفرغ من مبادئه التي عاش عليها فأصبح مثل الجسد الخاوي الذي لا يقدر على إخفاء الضعف والشحوب.
ولو استمرت السعودية على حالها فوزير الخارجية عادل الجبير إن لم يمتهن التدليس والخيانة والقوة في الباطل في فترة قياسية ليكون مثل أقرانه في الإمارات والبحرين ومصر لن يبقى في منصبه طويلاً.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها