البيان الأخير

لا يزال حجم الإنجاز الذي تقوم به القوات المسلحة في كشف الأوكار وضبط كميات من السلاح في زيادة مضطردة وهذا في حد ذاته إنجاز واتهام!!

“ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا”، هذا البيان الأخير الذي تنتظره سيناء ويتم الإعلان فيه عن القضاء على الاٍرهاب وانتهاء العمليات وعودة الحياة إلى طبيعتها وبدء دورة التنمية.

صدر البيان السادس عشر للمتحدث العسكري حول العمليات العسكرية الشاملة والغاشمة في شمال سيناء، ولن أذهب لمناقشة ما جاء فيه من باب التشكيك ولا من باب المنطق والمعقول؛ ولكن سنناقش هذا البيان من باب التسليم المطلق والتصديق التام والعرفان بالجهد المبذول والمشكور للقوات المسلحة.

ففي البيان السادس عِشر لا يزال حجم الإنجاز الذي تقوم به القوات المسلحة في كشف الأوكار وضبط كميات من السلاح في زيادة مضطردة وهذا في حد ذاته إنجاز واتهام! إنجاز لمن ألقى القبض على الإرهابيين وكشف أوكارهم وضبط سلاحهم، ولكنه اتهام لخمس سنوات من الحرب على الاٍرهاب، إذ كيف وبعد كل هذه السنوات لا تزال هذه العصابات قادرة على الحياة أصلا فضلا عن أن تكون قادرة على تهريب السلاح وتخزينه وبناء الأوكار وبهذه الكميات والأعداد المرعبة؟ ألا يستحق الامر وقفة؟

المواطن في سيناء لا يستطيع الانتقال من مركز إلى مركز ولا يمكن تهريب (شيكارة) أرز فكيف يستطيع هذا الإرهابي القابع في حضن الجبل والذي ترصده الطائرات بطيار وبدون أن يعيش فضلا عن أن ينقل كل هذه الكميات من السلاح.

وإذا كان بعض المأجورين من إعلاميي السلطة يشيرون بإصبع بالاتهام دوما إلى بعض الأهالي أنهم يمدون المسلحين باحتياجاتهم فإن هؤلاء الآن من الأصل لا يجدون شيئا فكيف تم ذلك.

الملاحظة الثانية: هي زيادة الكميات من بيان إلى آخر أي أن العمليات لا تؤدي إلى انحسار القدرة الإرهابية بل ما يتم ضبطه يتزايد وهذا نذير شؤم على أن البيان الأخير الذي تنتظره ستطول مدته؛ لأنه في الأصل من المفترض أن تبدأ الكميات بالتناقض ويبدأ “الارهابيون” في الاندحار لأنه من غير المنطقي أن يكون هذا الاٍرهاب نبع متجدد لا ينضب فكميات المضبوطات في ازدياد وكذلك اعداد القتلى.

وأيضاً زمن أي عملية أمنية وعسكرية في العالم حتى الحروب يكون جزء من التخطيط تقدير المدة الزمنية لها، فمعنى أن يصدر التكليف لرئيس الأركان بثلاثة أشهر فلا يمكن فهم أن تمدد بمدة تزيد عن مدة التكليف الأصلية!! أو يفهم أنها كانت ارتجال غير مدروس.

ومع هذا وذاك تنتظر سيناء البيان الأخير الذي يعلن فيه النصر واندحار الاٍرهاب، وعودة الحياة إلى طبيعتها والمهجرين إلى ديارهم وأن تدب الحياة كما كانت وتبدأ عملية التنمية في الدوران الذي تنتظره سيناء فهل لنا أن ننتظر البيان الأخير، الذي ليس لنا إلا انتظاره الذي طال؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها