البروستاريكا ألـ غورباتشوفيه هل ستكون أمريكية قريباً ؟؟

جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تضرب الولايات المتحدة
جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تضرب الولايات المتحدة

استمرار الجائحة سيخلق جائحة اقتصادية ، حيثُ إن المعطيات على الأرض الآن تتمثل في انخفاض أسعار النفط الأمريكي إلى السالب، و إن تكلفة إنتاج النفط الصخري يكلف إنتاج البرميل ٤٦ دولارا.

الإتحاد السوفيتي كان دولة واحدة و ليس فقط دولة موحدة ، بأكبر من حجم قارة ، دولة موحدة بكل ما تدل عليه كلمة موحدة ، و حيثُ إنها شيوعية فإذن ليس هناك مجال للكلام عن انفصال أو انقسام أي جزء منها .

و الإتحاد السوفيتي قوة صناعية و زراعية و عسكرية هائلة ، بلد فيه التنوع في كل شيء و ذلك بسبب مساحته الشاسعة ، فهو في الحقيقة مجموعة دول متحدة و كل دولة من هذه الدول لها وزنها و مقومات دولة لوحدها .
الإتحاد السوفيتي كان الند لأمريكا و هو مستمر على ذلك من خلال روسيا حالياً ، و لكم أن تتصوروا كم كان  كبيرا فبالرغم من إنفصال الدول عنه إلا إن روسيا الآن قوة لا يستهان بها.

الإتحاد السوفيتي كان يتقاسم مع أمريكا النفوذ العالمي ، فدول العالم أما تتبع الكتلة الشرقية أو تتبع الكتلة الغربية ، أما شيوعية أو اشتراكية أو أن تكون غربية رأسمالية ، و كان التسليح الروسي لكل المحور الذي يوالي أو يحتمي أو يؤيد المعسكر الاشتراكي .

و بهذا فإن الإتحاد السوفيتي قوة عسكرية جبارة و هو مصدر أسلحة مهم و يمثل صناعة متطورة و كل هذه العوامل من القوة و الثبات ، إلا أن رياح التغيير ، واعادة البناء أو البروستريكا كما سميت حينها في عهد غورباتشوف قد أحدث تقسيم الإتحاد و إنحلال أكثر من ١٤ دولة عنه .
ما يوجد من عوامل قوة و اتحاد في الإتحاد السوفيتي من ناحية و وحدة الشعب،و تاريخه و أصالته هي أقوى بكثير مما عليه الحال في الولايات المتحدة الأمريكية الآن .

فالشعب الأمريكي شعب هجرة من أعراق مختلفة و هو يمثل خلفية بلدان أخر، بينما ما يعتقده الشعب السوفيتي من قيم و مفاخر و ثوابت أعلى بكثير من قيم و ثوابت الشعب الأمريكي في ولاياته غير المتجانسة .

و الشعب السوفيتي قبل فترة تفكك الإتحاد السوفيتي لم يكن يعاني بصورة قوية و واضحة من أزمة إقتصادية خانقة و الوضع كان مستقر جداً.
اليوم نرى إن هناك أكثر من سبب واحتمال بأن هناك كثيرا من العوامل التي قد تفكك الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن قال إن هذا الاتحاد مقدسا 

وكما وأوضحنا هو لم يكن يوماً أفضل قوة من الاتحاد السوفيتي من ناحية التلاحم الإجتماعي لشعبه ، حيثُ إن الشعب الأمريكي ينقسم إلى ولايات منعزلة عن بعضها تكاد تكون كل واحدة دولة لوحدها

استمرت الجائحة ستخلق جائحة اقتصادية ،فالمعطيات على الأرض الآن تتمثل في انخفاض أسعار النفط الأمريكي إلى السالب أو لنقول نصف دولار للبرميل ، و إن تكلفة إنتاج النفط الصخري يكلف انتتاج البرميل 46 دولار

ولديها من الإستقلال الكثير من الناحية الإقتصادية و القانونية و لها علمها الخاص، حيثُ إن من هذه الولايات ما هو غني و منها ما هو متواضع في المستوى الإقتصادي و المعيشي .
إذا ما استمرت جائحة كورونا لنهاية 2020 كما متوقع لها، سينجم عن ذلك خسائر فادحة فالولايات المتحدة ستفقد (30) مليون وظيفة، بسبب الفيروس.

إلا إن ما نقصده أبعد من ذلك ، وهو إنه إذا استمرت الجائحة ستخلق جائحة اقتصادية ، حيثُ إن المعطيات على الأرض الآن تتمثل في انخفاض أسعار النفط الأمريكي إلى السالب أو لنقول نصف دولار للبرميل ، و إن تكلفة إنتاج النفط الصخري يكلف إنتاج البرميل 46 دولارا .

الإتحاد السوفيتي عندما تقسم و تفكك كان أفضل حالاً من الولايات المتحدة على وضعها الذي ستؤول إليه بعد أشهر من الجائحة .

حدوث ضرر صناعي كبير بسبب توقف القطاع الصناعي و خسارة عدد كبير من الشركات و إعلان إفلاسها و أغلاقها ، توقف الطيران و المواصلات و النقل و التجارة و كل معالم الحياة سوف يهدد التجارة بالانهيار الكامل .
 و هناك اتفاق مجموعة دول شنغهاي للتحلل من علاقتها بالدولار الأمريكي، ودول الشنغهاي هي ثماني دول من ضمنها روسيا و الصين ونفس التوجه موجود لدى تركيا و إيران و الهند، ما قد يزيح الدولار كعملة عالمية دون منافس و قد يجعله في مستوى أدنى من العملة الصينة و يسبب خسائر كبيرة للاقتصاد الأمريكي .

فالولايات الأمريكية تقف في أخر الدول من ناحية استعداداتها و وضعها أما الجائحة، وهذا أعطى انطباعا دوليا بإن أمريكا ليست الدولة الأولى عالميا و الأكثر تطوراً ، حيثُ إنها قدمت الإقتصاد الأمريكي و سلامته على سلامة مواطنيها كذلك فإنها عاجزة إن توفر رعاية صحية لكل من أصيب حيثُ تركت كبار السن لانتظار الموت في بيوتهم.

بل أكثر من ذلك إن أمريكا تستورد الكمامات رغم بساطتها وكذلك أجهزة التنفس ، و أكد ذلك اتهامها بالقرصنة و الاستيلاء على صفقات لمواد طبية كانت لدول أخرى مثل إلمانيا .

و يمكن لهذه الأمور مجتمعة ، الجائحة الصحية  و الجائحة الاقتصادية و الأعداد الضخمة من الخسائر البشرية و الخسائر الاقتصادية الهائلة ، و ما تكشفه من الضعف الذي عليه الولايات المتحدة الأمريكية ، و خسارتها لسمعتها في الوسط الدولي و كذلك الانتخابات الأمريكية المقبلة  و هي على الأبواب و المنافسة بين بايدن و ترامب الذي اتهمه بانه يريد البقاء باستغلال هذه الأزمة لصالحه، كل ذلك يمكن أن يحدث فوضى و سخطا و عدم رضا المواطن الأمريكي، مما قد يحدث وضعا داخليا مضطربا يودي بالولايات المتحدة الأمريكية إلى التفكك و التقسيم ، و قد ذكرنا إن الإتحاد السوفيتي عندما تقسم و تفكك كان أفضل حالاً من الولايات المتحدة على وضعها الذي ستؤول إليه بعد أشهر من الجائحة .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها