الأمم المتحدة وأزمة فشلها

ترى الأمم المتحدة أن تغير المناخ سيؤدي إلى المزيد من الحروب، وذلك إلى كون تغير المناخ سيتسبب في ندرة المياه والغذاء وزعزعة الاستقرار الاقتصادي العالمي.

لم تعد الحروب بمختلف أنواعها، سواء الحروب الأهلية أو العرقية وكذلك الحروب الدولية، تشكل الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله منظمة الأمم المتحدة سنة 1945 والتي تهدف إلى الحفاظ على السلم العالمي ومنع التسابق نحو التسلح.

ظهرت موجات وتحديات جديدة والتي وقفت كذلك أمام منظمة الأمم المتحدة، ومحاولة إيجاد حلول لها سواء مؤقتة أو دائمة، وذلك من خلال تقديم المساعدة الإنسانية لمن يستحقها، خاصة في القارتين الأفريقية والأسيوية، والتي انتعشت فيهما مجموعة من التحديات والمشاكل والأزمات الدولية ليس فقط الحروب التي تنبت كالفطر يوميا بالقارتين، بل ظهرت أزمات جديدة والتي تتمثل في المجاعة خاصة بالقارة الافريقية، وظهور أمراض فتاكة وجديدة على المجتمع الدولي، والتلوث البيئي، والاحتباس الحراري، والاتجار في البشر بالإضافة إلى الهجرة السرية.

فأمام الارتفاع الديمغرافي الكبير الذي يعرفه العالم وخاصة في الدول الفقيرة، كل هذا أدى إلى ارتفاع نسبة المجاعة في دول القرن الأفريقي وانتشار مجموعة من الأمراض بها.

كل هذا دفع بالمنظمة إلى محاولة مواجهة هذه الأزمات، وذلك من خلال إقامة مستشفيات بالدول المتضررة من الزلازل والفيضانات، وتقديم المساعدة الغذائية والدوائية لمن يعاني من نقص حاد في التغذية، الأمر الذي يؤدي إلى أمراض خطيرة، إذ سبق أن قال الأمين العام للأمم المتحدة السابق “بان غي مون” إن منظمة الأمم المتحدة تغذي حوالي 90 مليون شخص وذلك في أكثر من 70 بلدا يعاني من المجاعة ،كما تقوم المنظمة بتلقيح 40% من أطفال العالم الذين يعانون من الجذري وشلل الأطفال، كما توفر مساعدات إغاثية وذلك في حالات الطوارئ.

ففي كينيا وإثيوبيا يوجد حوالي 7 ملايين شخص يعانون في صمت من أزمة الغذاء، أما جيبوتي وإريتريا، فيعاني عشرات الألاف من المواطنين من العوز.

فأمام هذا التحدي الكبير الذي يواجه الأمم المتحدة، ترى هذه الأخيرة بأنه على الدول الاقتصادية الكبرى والدول المتقدمة، وكذلك المؤسسات المالية أن تدعم الدول الفقيرة، وذلك بدون أي شرط أو قيد وذلك من أجل إنقاذ الآلاف من البشر الذين يعانون في صمت.

كما قامت الأمم المتحدة بوضع إستراتيجية فلاحية من أجل مواجهة المجاعة بالقارة الأفريقية، وذلك من خلال إعطاء أهمية كبيرة للزراعة بالقارة السمراء والتي تسمىبالثورة الخضراء.

ليس فقط المجاعة والأمراض والحروب هي التي تقف عائقا أمام المنظمة، بل تواجه تحديا آخر من ضمن التحديات الجديدة، وهي التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل، فأمام التخوف من ظاهرة الاحتباس الحراري الذي أصبح يعرفه العالم، وذلك نتيجة الحروب، الأمر الذي دفع بالدول إلى عقد مجموعة من المؤتمرات العالمية وذلك من أجل رسم خريطة طريق لكل هذه التغيرات المناخية، وكان من أبرز هذه المؤتمرات هو مؤتمر قمة تغير المناخ سنة 2009 بكوبنهاغن.

وبهذا الخصوص ترى الأمم المتحدة أن تغير المناخ سيؤدي إلى المزيد من الحروب، وذلك إلى كون تغير المناخ سيتسبب في ندرة المياه والغذاء وزعزعة الاستقرار الاقتصادي العالمي.

كما تسعى المنظمة إلى الحد من الكوارث الطبيعة خاصة في القارة الأسيوية، وذلك من خلال قيامها بسياسة وقائية وتدريبية لفائدة السكان، وذلك من أجل مواجهة الزلازل والبراكين

كل هذه الأزمات الجديدة جعلت من المنظمة تقف مكتوفة الأيدي أمام تحقيق أهدافها، خاصة عندما تتهرب الدول من أداء واجبها المالي للمنظمة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها