إعلام “الهامبرغر”

سجلت الصحيفة مواقف مخزية لكامل طاقم عملها، كيف لا وهي التي ظلّت تدافع عن المخلوع حتى آخر رمق، فكانت نسخها المنشورة في ذلك اليوم طرفة يتندر بها أهل الثورة إلى يوم الناس هذا.

وفقا لمصادرنا من شرفاء مواقع التواصل الاجتماعي -على طريقة الجريدة الآتي ذكرها- علمنا أن “الشروق” التونسية قد أعلنت النفير من أصغر موظف إلى أكبرهم بمقرّها الرمادي اللون، كرمادية أوراقها البالية المهترئة التي إذا ما تصفحتها راودك إحساس بأنّ الأضواء قد تنطفئ في أيّ لحظة لتدوّي صفّارات الإنذار معلنة غارة جوية ترتفع معها صرخات جيرانك وضجيج الأسلحة والمدرّعات، وأنّ جنودا من الجيش الألماني سيطرقون بابك بحثا عن مُقعدٍ يلقونه من النافذة قبل أن يجبرونك على مغادرة المنزل وصعود قطارٍ لا تعلم وجهته تراقب عبر نافذته حبيبتك تبكي فراقك.

وصلنا أنهم قد أعلنوا النفير في وجه سفير دولة قطر بتونس، مُدّعين، وما أكثر ادعاءاتهم الكاذبة التي صارت موضع تهكم في أوساط الشارع التونسي، أنه قد طلب إجراء حوار معهم مشترطا أن يختار بنفسه محاوره، فصرخوا بالبند العريض أن “الشروق” لا تباع ولا تشترى، ناشرين مقالا نزعوا فيه عنهم جبة الجبن والخنوع التي لم تفارق أجسادهم لأكثر من عشرين سنة، ليرتدوا ثوب الشجاعة والبطولة، حتى يُخيل إليك إذا ما قرأت كلماتهم عن “قيم” لصحيفة و”مبادئها،و”انحيازها” الدائم لقضايا شعبها مهما كانت الضغوطات”، يخيّل إليك بأنها، أي الصحيفة، كانت صرحا صمد أمام طغيان زين العابدين بن علي حين كان الشعب التونسي يئنّ في صمت، والحقيقة أن صفحاتها الأولى وإلى حدود الثالث عشر من شهر جانفي/يناير لسنة 2017، سجلت مواقف مخزية لكامل طاقم عملها، كيف لا وهي التي ظلّت تدافع عن المخلوع حتى آخر رمق، فكانت نسخها المنشورة في ذلك اليوم طرفة يتندر بها أهل الثورة إلى يوم الناس هذا.

تقول الجريدة المذكورة في مقالها، إنها وبعد أن رفضت الانصياع لشرط السفير القطري بتونس، عمد هذا الأخير إلى الضغط على شركة أوريدو” القطرية ما دفعها إلى إلغاء عقدها الإشهاري المبرم مع من اتهمت أطفال “خان شيخون” في سوريا، الذين ماتوا حرقا واختناقا، بالإرهاب.

أولا، دعوني أبارك خطوة شركة “أوريدو” في قطع الإمدادات عن صحيفة ما فتئت تؤكد موقعها ضمن وسائل إعلام “الهامبرغر”، أسوة بمنطق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين قال إنه “علينا أن نجوع الوحش حتى الموت” والوحش هنا هو الإرهاب، والإرهاب هنا هي جريدة “الشروق” التي ترى في جرائم بشار الأسد ممانعة، وفي صمود الدوحة أمام الرباعي “الإرهابي”، على رأي المذيعة المصرية، “عنادا وإصرارا على لعب دور أكبر من حجمها“.

أما ثانيا، تقول الجريدة في استحضار لثورية زائفة كزيف التهم التي وجهتها دول الحصار إلى قناة الجزيرة، وفي لحظة تقمص فيها كاتب المقال دور الإعلامي المصري أحمد موسى حين جن جنونه إبان فشل الانقلاب العسكري في تركيا، أو دور الإعلامي المصري أيضا، وما أكثر المنافقين في قطاع الإعلام بمصر، عمرو أديب حين سمع بفشل مساعي حصار الدوحة، تقول الجريدة إنها كانت ولا تزال تثور على ما أسمته “شطحات الجزيرة”، وإن كان للجزيرة شطحات، فلها وصلات من الرقص شبيهة برقصة رئيس الولايات الأمريكية المتحدة في الرياض.

كيف لا، وهي التي قد أعلنت ذات يوم وبالبند العريض، على طريقة “سكاي نيوز عربية”، فوز هيلاري كلينتون” بالانتخابات الرئاسية الأمريكية؟!
كيف لا، وهي الصحيفة التي ظهرت رئيسة تحريرها ذات يوم على شاشات التلفاز، تحرك في عرض بهلواني أصابع يدها في محاولة بائسة لربط شعار اعتصام “رابعة” في مصر بشعار حزب النهضة التونسية آنذاك، ظنا منها بأنه دليل على التواصل السري بين حركات الإسلام السياسي، لتفاجئنا في “رقصة” أخرى بأن الإخوان المسلمون يملكون نصف دولتين من أكبر الدول الأوربية، فقالت حرفيا “الإخوان المسلمون يملكون نصف بريطانيا ونصف ألمانيا“.

ولجريدة “الشروق” وأقلامها، “شطحات” كثيرة، لعلّ أبرزها تلك التي كتبت فيها عن زيارة رئيس الجمهورية التونسية لفرنسا، أن “شمس تونس تزرق في باريس”، في عزف رأى فيه التونسيين تواصلا لمسيرة سنوات، كانت وما زالت تتصدر فيها هذه الصحيفة قائمة ما يُعرف في أرض عقبة بن ما فعل بإعلام “العار“.
يختم الكاتب مقاله متوجها إلى سفير قطر بتونس بالقول إن الشروق لا تباع ولا تشترى، ليجيبهم أحد المعلقين على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي قائلا :”لأول مرة في تاريخكم تنشرون خبرا صادقا!!”، يتابع:” فعلا الشروق لا تباع ولا تشترى، فلا يمكن لعاقل أن يبذر ماله من أجل اقتناء كنش عوذة ودجل!”

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها