إدارة الصراع ووضوح الرؤية

نحن نؤيد التوجه الاسلامي من منطلق عقدي، أيا كان من يرفع هذه الراية…

نحن نؤيد التوجه الاسلامي من منطلق عقدي، أيا كان من يرفع هذه الراية، مع النصح والترشيد بقدر الاستطاعة ، إنها قضيتنا .. وإننا نعمل من أجل حملها كاملة بكل ما أوتينا من قوة، ونعمل لها من كافة الجوانب بقدر استطاعتنا، فإذا رأينا فصيلا اسلاميا يعمل في مجال ما ويتقدم فيه ويسد للمسلمين ثغرة أيدناه بلا تردد، وبلا أي اعتبارات شخصية أو تنافس حزبي أو غيره من أمور الدنيا الحقيرة؛ فالشاغل لنا هو المنهج والقضية نفسها، نفرح بنصرتها على يد من جاءت ..وعلى هذا تربي دعوة أهل السنة أبناءها.ومن هذا المنطلق أيدنا الدكتور مرسي وإخواننا الكرام في جماعة الإخوان المسلمين على أنهم رأس الحربة الموجهة ضد العدو المتمتعين بقدر من الجاهزية هم فيه أسبق من غيرهم وإن لم يكن كاملا مع بعض التحفظات في عدة أمور؛ منها البعد عقدي وما يترتب عليه من الخطاب الدعوي، وبعض التصورات السياسية، والنظرة لتنمية البلاد، والتعامل مع الليبراليين والعلمانيين وغيرهم، وبعض مناهج العمل .. لكنه خلاف الأخوة المتحابين والمتكاملين لا المتباغضين.ومن هذا المنطلق ومن باب التكامل والتناصح نبدي أن لنا ملاحظة تشغلنا في الأداء الحالي للدكتور مرسي. ذلك أننا نلاحظ أن الرئيس يتغيب كثيرا عن العمل وعن رد الفعل؛ فرد الفعل بطئ، وهناك مسافة بينه وبين اتخاذ القرار.نعم إنه يتخذ قرارات لا تفتقر الى الجرأة أو القوة أو الإقدام والشجاعة بل والجسارة، وهذا أمر يميز شخصيته الكريمة، ونحن معه في مواقف الخير ونصرة هذا الدين وإن غلت بنا وبه القدور، أو تخطفتنا الطير .. لأنها قضية دين.ولكن ما نلاحظه هو أن هذه القرارات تفتقد الى عدة أمور:

الأول: الدراسة الواعية والمشاورة مع أهل الاختصاص ومع المستشارين بحيث يكون للأمر من الإجماع والقوة والتكامل للرؤية بما يمنع الانشقاق في الدائرة القريبة المحيطة بالرئيس ويمنع ظلال الفردية في اتخاذ القرار.. وقد كان عمر يشاور أهل بدر في كل أموره ويجعل الأمر محلا للتداول ثم يأخذ قراره بعد ذلك ، فلا بد من الدراسة أكثر والعمق أكثر وتوفير الإجماع الذي يغطي الأمر ويعطيه مشروعيته وتوافقه بل ويعطي الاشباع للمشاوَرين المساعدين وأنهم محل شورى حقيقي وليس صوريا.الثاني: أن القرارات هي ردود أفعال للعلم بمؤامرة أو موقف ما، واتخاذ القرار ضد أي مؤامرة أمر مهم وإيجابي، ولكن نلاحظ عدم وجود رؤية متكاملة ومدروسة لكل أبعاد المشهد.

 

مدحت القصراوي – مصر 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها