أنمار النعيمي يكتب: الأسد أو نحرق البلد

هذا الطلب يتوجب على الشعب السوري الثائر أن يتحد مع جلاده لقتال عدو المجتمع الدولي، وأن يتناسى السوريون كل المجازر التي ارتكبت بحقه من قبل مليشيات الطاغية. يتبع

هذا الشعار رأيناه مكتوبا بعد انطلاق الثورة السورية بأشهر  على جدران وأزقة سورية في كل حدب وصوب.

الشعار الذي كتبه شبيحة الأسد كانت بمثابة رسالة واضحة للسوريين الثائرين على الطاغية بأن أمامكم خيارين “تدمير البلاد أو الحياة الكريمة.

اعتقدنا أن أيام المجازر التي ارتكبها “الأسد الأب” قد ولت ،كمجزرة “حماة” وغيرها من المجاز التي لم تخف على أحد في ذلك الوقت؛ وإذ بالأسد الابن يرتكب أضعاف تلك المجازر و زاد على أبيه بمجازر لم ترتكب منذ الحرب العالمية الأولى و الثانية بمجزرة الكيماوي، ومجازر البراميل المتفجرة اليومية بحق الشعب السوري وكل هذا المجازر موثقة بالصوت و الصورة.

ثم جاء طلب مندوب الأمم المتحدة ديمستورا يدعو إلى إنشاء “جيش وطني موحد” يضم قوات المعارضة و مليشيات الأسد لقتال  “شماعة الإرهاب الدولي (داعش).

 وإذا بهذا الطلب يتوجب على الشعب السوري الثائر أن يتحد مع جلاده لقتال عدو المجتمع الدولي، و أن يتناسى السوريون كل المجازر التي ارتكبت بحقه من قبل مليشيات الطاغية و الذهاب لقتال تنظيم داعش .

بالتالي يتوجب على الشعب السوري تقديم الدماء مرتين أولها ضد المؤامرة الدولية التي حيكت ضده من أجل بقاء نظام الطاغية في دمشق، والثانية من أجل المصالح الدولية بالمنطقة بحيث تبقى المنطقة جمعاء رهينة المتقاسمات الدولية القديمة.

لكن الحقيقة التي لا يدركها هؤلاء أن الشعب السوري سيسير في درب حريته و لتذهب كل التفاهمات الدولية و مشاريع التقسيم سواء المشاريع الفيدرالية أو غيرها بما يتوافق مع مصالح الدول الكبرى إلى الجحيم.

فالمفاوضات الأخيرة المنطلقة في جنيف كشفت أن الشعار الذي ما زال مكتوبا فقط على جدران مناطق سيطرة النظام ليست صنيعة النظام بالحقيقة، وإنما صنيعة الأمم المتحدة، وعلى رأسها دول مجلس الأمن الدولي و الدليل على ذلك، التضحية بمليون شهيد و مفقود و ملايين النازحين على أن لا يبقى الأسد .

في البداية كان هذا الشعار الذي أطلقه شبيحة الأسد و مخابراته هزليا لدى الشعب السوري ظنا منا خيرا بالمنظمات الدولية المحافظة على حقوق الإنسان و على رأسها مجلس الأمن الدولي، وذلك بالدفاع عن حق الشعب السوري بالحرية إما الأسد أو نحرق البلد”.
وبالفعل اختار الشعب الأخيار الأقل مرارة و هو تدمير البلد على أن لا يبقى الأسد ، نعم اختار الشعب السوري

أنمار الشعبان النعيمي
باحث مساعد سابق في هيئة الطاقة الذرية السورية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها