أمير كرارة ومحمد رمضان.. أوراق السيسي لمواجهة كارثة سد النهضة

الممثل المصري أمير كرارة في دور العقيد أحمد المنسي بمسلسل الاختيار
الممثل المصري أمير كرارة في دور العقيد أحمد المنسي بمسلسل الاختيار

لماذا حين نقوم بذكر “الخيارات المتاحة ” أمام السيسي وزمرته؛ لا يمكن البتة أن نواصل السرد ونحن نتحدث بأسلوب واقعي أو عملي يمكن أن يحفظ للبلد ما بقي من كرامة وكبرياء؟

قبل سنوات كتب الساخر المصري المعروف جلال عامر “إذا ضاعت هيبة مصر مع دول حوض النيل،فسوف يأتي يوم يستأذن فيه المواطن كينيا قبل أن يستحم”.

الكثيرون تعاملوا مع هذه الكلمات “باستخفاف ” وتناقلوها من باب التسلية؛ تماما كما تعاطى نظام عبد الفتاح السيسي مع قضايا البلد المصيرية وظل “مواظبا ” على تصدير الأكاذيب وتفريخها في كل المناسبات.

لكن عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، واليوم بعد أن إقتربت أثيوبيا من بلوغ هدفها المنشود وصار مسؤولوها (يرغون ويزيدون) كل يوم بتصريحات نارية تكشف بالملموس نظرتهم “الدونية ” للنظام المستبد في مصر؛عاد الجميع لتداول تلك العبارة التي بدأنا بها، وترحم على “عم جلال”!

ومن بمثل موهبته ونظرته الثاقبة ممن غادروا دنيانا؛ فاسحين المجال لأشباه الكتاب والإعلاميين المتلونين كالحرباء من أجل نيل رضا شركات النظام التي أحكمت قبضتها على المجال الإعلامي والفني في المحروسة أو كما كان يطلق عليها.

لكن لماذا حين نقوم بذكر “الخيارات المتاحة ” أمام السيسي وزمرته؛ لا يمكن البتة أن نواصل السرد ونحن نتحدث بأسلوب واقعي أو عملي يمكن أن يحفظ للبلد ما بقي من كرامة وكبرياء؟ لكن سرعان ما يتحول الحديث لمدرسة جلال عامر في السخرية.

ولكن لماذا حين نقوم بذكر “الخيارات المتاحة ” أمام السيسي وزمرته؛ لا يمكن البتة أن نواصل السرد ونحن نتحدث بأسلوب واقعي أو عملي يمكن أن يحفظ للبلد ما بقي من كرامة وكبرياء

مشروع سد النهضة الأثيوبي

 

أغلب الأسماء من كتاب أو صحفيين، وجدت عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أو حتى في مداخلاتهم التلفزيونية الميل “للتهكم ” ورغم أنني شخصيا حذوت حذوهم حين غردت عن الموضوع؛ وفكرت في أن “الحل الأخير والمتاح أمام هذا النظام هو العودة “لأبنائه الأشاوس ” ممن سطروا البطولات والملاحم في رمضان.

وأقصد تحديدا الشهيد  أمير كرارة  و لبرنس محمد رمضان؛  الذي خدم في سلاح الصاعقة ولا يفوت أي فرصة لذكر ذلك ؛ وإذا “عصلجت  ” على قول الإخوة في الشام  الأمور؛ سيتم اللجوء للورقة الرابحة الأخيرة الممثلة في شخص “البطل الخارق ”  الذي لا يقهر أحمد السقا.

والعهدة على من انتجوا له برنامجا خاصا في رمضان الماضي بعنوان “أغلب السقا “وتم الاحتفاء به و كأننا في حضرة “أبو زيد الهلالي أوعنترة ابن شداد .

 كيف لجيش أصبح “محترفا ” للتجارة وبيع الخضر وإنتاج المسلسلات أن يحفظ هيبته أمام الأخرين ؟

وحتى في مسلسل النظام الأخير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس،لكن يصيبنا الأحباط حين نتأمل الوضع في بلد بحجم وعراقة مصر ؛ وهي تواجه ملفا حساسا للغاية بتلك الطريقة التي خاطب بها السيسي -رئيس وزراء أثيوبيا، وحثه على التكرار وراءه “والله والله لن نقوم بأي ضرر للمياه في مصر ” ؛فبالله عليكم كيف يمكن أن نتعامل مع هذه الكارثة بحنكة وجدية أكبر  إذن ؟

والطامة الكبرى كيف لجيش أصبح “محترفا ” للتجارة وبيع الخضر وإنتاج المسلسلات أن يحفظ هيبته أمام الأخرين ؟صدقا نكتب بحرقة على ما آلت إليه أوضاع مصر التي نحبها ونتنفس عشقها..

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها