أحمدي حمودة يكتب: دعوهم يُنشدون لفلسطين

سألته: هل تتمنى تحرير القدس والأقصى؟ أجابني: ومن منا لا يتمنّى ذلك .. سألته: كم مساحة المسجد الأقصى التي تود تحريره تحديداً؟ ..أجابني: “ها . لا أعلم المساحة تحديداً”. يتبع

  أحمد حمدي / ناشط طلابي

“استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد طعنه لمستوطنين في البلدة القديمة في القدس”.

كلٌ منا يتعامل مع هذا الخبر بطريقته الخاصة,  فمنا من يستشيط غضباً بل ربما تأخذه نوبة من البكاء أسفاً على ذِلتنا وهواننا على الناس، ولكن ماذا بعد؟! 

ما نتيجة هذه النوبة من الغضب العارم سوى بضع كلمات انتقيتَها بعناية لتليق بحجم القضية استجمع فيها فحولة اللغة لتتماشي مع وضعك المُهندم على صفحات التواصل الاجتماعي، أو صورة جديدة لـ”بروفايلك” للشهيد الذي ضحى بحياته لنصرة قضيته وقضيتك، أعلم أنك عانيت وعثرت على الصورة هذه بعد عناءٍ وبذْل بين طيات هذا العالم الأزرق ، ولكن ماذا بعد؟!

أذكر في حوار لي مع أخٍ -أحسبه على خير ولا أزكيه على ربه- وقد استشاط غضباً لما يُفعل في القدس والأقصى,  أخذ يستنكر ويُندد ويُعرب عن قلقه، وإذا بي أُقاطعه ليدور بيننا هذا الحوار:
سألته: هل تتمنى تحرير القدس والأقصى؟!
أجابني: ومن منا لا يتمنّى ذلك.
سألته : كم مساحة المسجد الأقصى التي تود تحريره تحديداً ؟!
أجابني : ها “لا أعلم المساحة تحديداً” .

هذا الأخ ليس بدعاً بيننا؛ وإنما حالُه كحال معظمنا يتُوق للقدس والأقصى ويهفو قلبه بشغف لباحات المسجد الأقصى؛ بل لربما لا يخلو دعاؤه من شهادة على أعتاب المسجد الأقصى، هو ككثيرٍ منا لم يتردد لوهلة أن يُرسل اسمه للأقصى ليرجع له بورقات تُفيد بأن الأقصى يشتاق إليه!

والحقيقة المؤلمه أننا نشتاق للقدس ولا نعرف تاريخها، ونتوق للأقصى ولا نعلم معالمه، نريد أن نكون جُند التحرير الفاتحين؛ لكننا لا ندري ما هي المساحة المطلوب تحريرها!

أنا لا أُنكر عليكم أن تكتبوا عن الشهداء، أو أن تجعلوا منهم عُنواناً لحساباتكم؛ لكنني أُنكر عليكم تقصيركم في حق قضيتكم بتفاصيلها، رجاءً اقرأوا عن القدس والأقصى، عيشوا قضيتكم بفهم لا بتبعية، النصر لن يأتينا عن طريق العدوى فابذلوا.

حدثوا أطفالكم عن الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وعماد عقل ونزار ريَّان، لا تتركوهم هكذا تائهين بل اجعلوهم يمقتون إسرائيل كما يجب، أخبروهم عن أم نضال ومحمد الدرة وهديل ومُهند الحلبي، رجاءً جنبوهم مهرجان “مفيش صاحب يتصاحب”، ودعوهم يُنشدون لفلسطين.

أحمدي حمودة

ناشط طلابي مصري 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها