إن ردة فعل النظام تجاه زبيدة (لو افترضنا أنها لم تكن مختفية قسريا) والوصول إليها في غضون ساعات يؤكد قدرة النظام على الوصول إلى جميع المختفين قسريا وإظهار قصصهم الحقيقية.
حامد شريت
مدون مصري
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
في أحد أركان غرفة الاحتجاز، كان يجلس (عطية) رامقا الجميع بنظرة تفقدية، وفي عرف السجون والجنائيين يطلق على ركن الغرفة (مَصلَب) ويعد من يجلس فيه هو الأقوى أو هو صاحب الأقدمية.
الحجز داخل أقسام الشرطة له أعراف وقيم وثوابت واضحة، يعرفها جيدا من اعتاده، ومجرد العيش به لبضعة أيام يجعلك تدرك جيدا كيف تتحول العلوم السياسية إلى نموذج مصغر لعالم الاحتجاز.
هل يمكن للشرطة والنيابة والقضاء والقوات المسلحة أن ترضى بكل هذا الفجر والظلم وانتهاك القانون والحريات والحقوق بل وتصبح جزءا منه، من دون أن تكون تأسست وترعرت على الفساد والظلم؟
حدثني عن هذا الشاب الذي تم اختطافه من شوارع وطنه، فقط لأنه كتب رأيا مخالفا لرأي هؤلاء الرعاع المحتكرين، ليجد نفسه مخفيا في أحد مؤسسات وطنه.
صحيح أننا جميعا فارقناه، ولكن الغريب في الأمر أنه حتى الآن لم يفارقنا، كلنا يجده معه سواء كان في فرحه أو في حزنه، في ارتياحه أو في ضيقه، وانفرط عقد الأصدقاء فلم نعد نتقابل!
كثيرون من أبنائك المكلومين منك ومن قسوتك، اكتشفوا فجأة أن حبهم لك ما زال يتملك قلوبهم، ولو كان بيدهم الأمر لقاموا بلعنك ألف مرة، ومشوا عنك بعيدا بعيدا.